في تصريحات مطوّلة خلال لقاء تلفزيوني، حذّر اللواء حاتم باشات، الخبير العسكري وقنصل مصر الأسبق في السودان، من أن التطورات الميدانية المتسارعة تنذر بمخاطر غير مسبوقة على وحدة السودان، مؤكداً أن جماعة الإخوان تنظر إلى البلاد باعتبارها آخر أوراقها في المنطقة بعد فشلها في عدة دول.
قال باشات في برنامج “نظرة” على قناة صدى البلد إن جماعة الإخوان تعتبر السودان “المزرعة الكبرى” لها بعد إخفاقاتها في مصر وتونس وليبيا والإمارات، مشيراً إلى أن دفاع الجماعة عن السودان يتم بدافع حماية مشروعها وليس مصلحة الدولة.
وأوضح أن الجيش السوداني ليس تابعاً بشكل كامل للإخوان، لكنه يضم عناصر تؤثر في قراراته، مؤكداً أن هناك “معركة شرسة” بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
شدد باشات على ضرورة دعم الجيش السوداني في هذه المرحلة لحماية أمن المنطقة، مع التأكيد على أن دعم مصر يجب أن يكون للدولة السودانية وليس لجماعة الإخوان.
وأضاف أن استقرار السودان يمثل ركناً مهماً من الأمن القومي المصري، وأن أي تدخل مصري يجب أن يكون محسوباً لتجنب اتساع دائرة الفوضى.
أوضح باشات أن ما يجري في غرب السودان قد يعيد سيناريو انفصال الجنوب، خاصة مع توسع سيطرة قوات الدعم السريع. وأشار إلى أن بدايات الأزمة تعود إلى 14 أبريل 2023، حين بدأت مؤشرات حول إمكانية ذهاب السودان إلى مرحلة تقسيم جديدة مع اتساع سيطرة الدعم السريع على غرب البلاد.
أكد القنصل الأسبق أن الجيش السوداني، رغم تاريخه العريق، يواجه تراجعاً في قدراته وإمكاناته، وهو ما يضعه في موقف معقّد أمام تمدد قوات الدعم السريع. ووصف المشهد العسكري بأنه “لعبة أوكورديوم” تتقدم فيها قوة وتتراجع أخرى، بما يطيل أمد النزاع ويزيد تعقيده.
لفت باشات إلى أن مدينة الفاشر باتت نقطة مركزية في صراع الجيش والدعم السريع، حيث عززت الأخيرة سيطرتها على المدينة، فيما يحاول الجيش استعادة مواقع متقدمة في معركة وصفها بـ“الشرسة”، واعتبر السيطرة على الفاشر مفتاحاً لتغيير ميزان القوى.
وأشار باشات إلى أن قوات الدعم السريع تتجه حالياً نحو مناطق كردفان والبيض ذات الأهمية الاستراتيجية للجيش. وقال إن هذه التحركات تعكس اتساع رقعة الحرب وتزايد الضغط على الجيش، في وقت تشهد البلاد معارك على عدة جبهات بالتزامن.
