بث تجريبي

الكاتب السوري أحمد شيخو يوضح 5 دلالات حول نوايا أمريكا إقامة قاعدة عسكرية قرب دمشق

الكاتب السوري أحمد شيخو: القاعدة الأمريكية قرب دمشق رسالة استراتيجية تتجاوز الجغرافيا وتعيد رسم خريطة النفوذ الإقليمي

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد شيخو أن الأنباء حول إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية قرب العاصمة السورية دمشق لا يمكن النظر إليها كحدث عابر، بل بوصفها خطوة مدروسة تحمل دلالات استراتيجية متعددة في المشهدين العسكري والسياسي، وتأتي ضمن ترتيبات أمنية أوسع بين واشنطن وتل أبيب ودمشق.

وأوضح شيخو، وفق تصريحات تليفزيونية له، أن لهذه الخطوة خمس دلالات أساسية؛ أولها ضبط المشهد العسكري في دمشق وجنوب سوريا لصالح إسرائيل، بما يضمن منع أي تصعيد غير محسوب قد يهدد أمنها واستقرار حدودها الشمالية، وفق الرؤية الإسرائيلية.

أما الدلالة الثانية وفقاً له، فهي تنظيم خطوط التماس بين القوات التركية والإسرائيلية، وتقليل احتمالات الاحتكاك المباشر من خلال وجود طرف مراقب قادر على إدارة التوازنات الميدانية بدقة عالية.

الضغط على الحكومة السورية

وأضاف أن الدلالة الثالثة تتعلق بالضغط على الحكومة السورية لدفعها نحو الانخراط في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ضمن سياق يخدم الأجندة الأمريكية لإعادة صياغة ملف مكافحة الإرهاب بما يتوافق مع الإطار الدولي الجديد، بينما تكمن الدلالة الرابعة في سعي واشنطن إلى تثبيت نفوذها داخل المؤسسات السيادية السورية، وخاصة العسكرية والأمنية، تمهيدًا لإعادة تشكيل بنية السلطة والنفوذ داخل الدولة.

أما الدلالة الخامسة، بحسب شيخو، فهي الارتباط الزمني بين الإعلان عن القاعدة ورفع اسم الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير داخليته من قوائم الإرهاب في مجلس الأمن، وهو ما يؤكد أن القرار لم يكن خطوة مجانية، بل جزء من تفاهمات سياسية وأمنية أوسع تُدار بإشراف أمريكي ودولي مباشر.

ليست مجرد موقع عسكري

وشدد شيخو على أن هذه القاعدة ليست مجرد موقع عسكري، بل أداة استراتيجية ضمن المشروع الأمريكي–الإسرائيلي لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، من خلال تموضع فعّال في قلب الجغرافيا السورية وإعادة توزيع موازين القوى الإقليمية.

واعتبر أن نفي الخارجية السورية لتقرير "رويترز" حول القاعدة يعكس حالة من الارتباك في القرار السياسي السوري، نتيجة التأثير التركي المباشر على الحكومة الانتقالية. وختم بالقول إن "الوجود الأمريكي قرب دمشق ليس صدفة، بل رسالة محسوبة في لعبة التوازنات الكبرى، تؤكد أن هندسة المشهد الإقليمي تجري بتفاهمات تُدار من خارج الحدود".

 

قد يهمك