في ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية، دعت وزارة الخارجية الأميركية طرفي النزاع في السودان إلى تحرك فوري لإقرار هدنة إنسانية، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح دولي لوقف إطلاق النار، وسط استمرار القتال الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في نزوح الملايين.
تحرك أميركي لإنهاء العنف
أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي أن الحاجة أصبحت ملحة لوقف القتال وحماية المدنيين، مشيرة إلى أنها تتواصل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتسهيل التوصل إلى اتفاق شامل يتيح إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أوضحت أن واشنطن تواصل تنسيق جهودها مع دول الآلية الرباعية — الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر — لإيجاد مخرج سياسي للأزمة التي تدخل عامها الثالث.
موافقة الدعم السريع وتردد الجيش
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على المقترح الأميركي – العربي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مؤكدة استعدادها لبدء مناقشات حول ترتيبات وقف العدائيات واستئناف العملية السياسية. وفي المقابل، لم يصدر الجيش السوداني ردًا رسميًا بعد، فيما أشارت مصادر إلى أن قيادات داخله أبدت رفضًا أو تحفظًا على المبادرة، مما يلقي بظلال من الشك على فرص نجاحها.
انتهاكات في الفاشر تثير القلق الدولي
وأفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات خطيرة أثناء سيطرتها على مدينة الفاشر، تضمنت عمليات قتل ميدانية وخطف، ما أثار إدانات واسعة ومطالبات بمحاسبة الجناة. وفي المقابل، دعا قائد الدعم السريع قواته إلى الالتزام بحماية المدنيين.
حرب مستمرة منذ 2023
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 إثر تفجر الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن كانا شريكين في السلطة. وأسفر النزاع عن دمار واسع وموجات نزوح جماعي، ليصبح أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فيما لا تزال الجهود الدولية مستمرة لإنهاء القتال وبدء مسار سياسي يعيد الاستقرار إلى البلاد.