بث تجريبي

واشنطن تنهي مرحلة "الشيك على بياض": تحول غير مسبوق في علاقة أمريكا بإسرائيل بعد حرب غزة

تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحوّلًا غير مسبوق بعد حرب غزة الأخيرة، حيث يبدو أن سياسة "الشيك على بياض" التي منحتها واشنطن لتل أبيب لعقود وصلت إلى نهايتها، لتحلّ محلها مرحلة جديدة تقوم على الاشتراط والرقابة بدل التفويض المطلق.

وفي تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشونال"، تناولت الكاتبة هادلي غامبل هذا التحول اللافت في نهج الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت الوحيدة التي امتلكت النفوذ والقدرة السياسية الكافية لفرض اتفاق سلام ووقف الحرب في غزة، حتى رغم اعتراض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضحت الكاتبة أن الإدارات الأمريكية السابقة — سواء الجمهورية أو الديمقراطية — حافظت على تحالف استراتيجي ثابت مع إسرائيل، غير أن إدارة ترامب ذهبت أبعد من ذلك عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية إليها، وأقرت بسيادتها على مرتفعات الجولان، في خطوات مثّلت حينها أقصى درجات الدعم لنتنياهو.

لكن التطورات الأخيرة، بحسب التقرير، أظهرت تبدلًا واضحًا في الموقف الأمريكي، إذ قوبل مشروع قانون إسرائيلي لضم الضفة الغربية برفض علني من نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، الذي وصفه بأنه "مناورة سياسية غبية جدًا"، فيما حذّر وزير الخارجية ماركو روبيو من أن هذا الضم يهدد اتفاق السلام الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى ترسيخه.

وترى غامبل أن هذه المواقف لا تعني بالضرورة قطيعة مع إسرائيل، لكنها تعكس نهجًا أكثر صرامة وبراغماتية، يهدف إلى حماية المصالح الأمريكية ودفع عملية السلام نحو مسار يوازن بين الأطراف المختلفة.

وأكد ترامب مؤخرًا أن إسرائيل "ستفقد دعم الولايات المتحدة بالكامل إذا أقدمت على تنفيذ الضم"، في إشارة واضحة إلى التحول في لغة التعامل مع تل أبيب.

وتشير الكاتبة إلى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أظهر أن 6 من كل 10 أمريكيين باتوا ينظرون سلبًا إلى الحكومة الإسرائيلية، فيما تراجع التأييد بين الجمهوريين إلى نحو النصف فقط، ما يعكس تحولًا ملموسًا في الرأي العام الأمريكي يدفع واشنطن لإعادة تقييم علاقتها الخاصة بإسرائيل.

كما حذّرت غامبل من تصاعد النفوذ السياسي للوبي الإسرائيلي في واشنطن، معتبرة أن استمرار تسليح إسرائيل رغم سقوط آلاف المدنيين الفلسطينيين يثير تساؤلات حول مدى توافق هذا الدعم مع المصالح الأمريكية والقيم الإنسانية.

وتخلص الكاتبة إلى أن الحديث عن قطيعة تامة بين الحليفين لا يزال مبكرًا، إلا أن ترامب، بفرضه وقف حرب غزة ودفعه نحو تسوية شاملة، أنهى فعليًا مرحلة “الشيك على بياض” التي تمتعت بها إسرائيل لعقود طويلة.

قد يهمك