يُعد يوم 21 أكتوبر من الأيام التي شهدت أحداثاً سياسية بارزة عبر التاريخ، تركت بصمتها في مسار العلاقات الدولية وتوازن القوى الإقليمي والعالمي.
في مثل هذا اليوم من عام 1805، وقعت معركة ترافلغار البحرية، التي تعد من أهم المعارك في التاريخ الأوروبي، حيث انتصرت البحرية البريطانية بقيادة الأدميرال نيلسون على الأسطولين الفرنسي والإسباني، ما كرّس هيمنة بريطانيا البحرية لعقود طويلة، ومهّد لقيام إمبراطوريتها التي لم تكن تغيب عنها الشمس.
وفي 21 أكتوبر 1879، أُعلن عن اختراع المصباح الكهربائي على يد توماس إديسون، وهو حدث لم يكن سياسياً بحد ذاته، لكنه أحدث ثورة صناعية واقتصادية أثرت على موازين القوى، إذ أصبحت التكنولوجيا أحد أدوات النفوذ السياسي للدول الصناعية الكبرى.
أما في العالم العربي، فيوافق هذا اليوم اندلاع مظاهرات وطنية في مصر عام 1951، حين قرر البرلمان المصري إلغاء معاهدة 1936 مع بريطانيا، وهو قرار تاريخي مهّد لاحقاً لثورة يوليو 1952، وأعاد لمصر سيادتها الكاملة على أراضيها.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1967، شهدت فيتنام واحدة من أكثر المعارك دموية خلال حرب فيتنام، عندما شنّت القوات الأمريكية هجوماً واسعاً في دلتا ميكونغ، لتدخل الحرب مرحلة جديدة من التصعيد الذي انتهى بانسحاب واشنطن بعد سنوات من الخسائر.
كما يصادف 21 أكتوبر 2011 مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود. شكّل ذلك الحدث نهاية فصل من الحكم الفردي وبداية مرحلة من الفوضى السياسية التي ما زالت تداعياتها مستمرة في ليبيا والمنطقة.
وفي 21 أكتوبر 2019، شهد لبنان تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي، فيما عُرف بـ“انتفاضة 17 تشرين”، التي طالبت بإصلاحات شاملة ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
هكذا يتضح أن يوم 21 أكتوبر لم يكن يوماً عادياً في التاريخ، بل محطة تتقاطع فيها التحولات السياسية الكبرى بين الشرق والغرب، بما تحمله من دروس حول صعود القوى وسقوطها، وحتمية التغيير في وجه الطغيان والفساد.
