تعرّض مطار الخرطوم الدولي فجر الأربعاء لهجوم جديد باستخدام ثلاث طائرات مسيّرة، ما أدى إلى تأجيل خطة إعادة تشغيله أمام الرحلات المدنية للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وأكد سكان في الأحياء القريبة من المطار سماع انفجارات قوية في محيطه، بينما وجّه مراقبون انتقادات للسلطات بسبب تسريعها خطوات إعادة التشغيل دون استكمال الجوانب الفنية والأمنية الضرورية، معتبرين أن القرار يحمل "رمزية سياسية أكثر من كونه إجراءً آمنًا".
وحذر مختصون في مجال الطيران من أن تشغيل المطار في ظل تهديدات جوية مستمرة قد يؤدي إلى كوارث أمنية واقتصادية، مشيرين إلى أن الطائرات المسيّرة الصغيرة قادرة على إحداث أضرار جسيمة بالطائرات المدنية والمنشآت الحيوية.
وقال إبراهيم عدلان، المدير الأسبق لسلطة الطيران المدني، إن الإصرار على التشغيل دون ضمان الأمن الجوي الكافي قد يضعف مصداقية السودان أمام المجتمع الدولي ويعرّضه لـ اتهامات بالتسييس، محذرًا من أن أي حادث جديد قد يدفع إلى إعادة إدراج السودان ضمن قوائم الحظر الجوي الأوروبية والدولية.
من جانبه، أشار أحد وكلاء السفر إلى تزايد مخاوف المسافرين وشركات الطيران من استخدام المطار، مؤكدًا أن الإقبال على الرحلات منخفض منذ إعلان إعادة إدراجه ضمن نظام الحجز الداخلي، مع ارتفاع تكاليف التشغيل ونقص التأمين ضد مخاطر الهجمات الجوية.
وأضاف أن تكرار الهجمات سيؤدي إلى تصنيف مطار الخرطوم كموقع عالي الخطورة، ما سيزيد من أقساط التأمين ويُبعد الشركات الأجنبية عن العمل أو المرور عبر الأجواء السودانية.