بث تجريبي

بدون إحراج بقلم: سيد أبو اليزيد خطوة تاريخية

بعد 13 عامًا من الصراع والكفاح الكردي المسلح، وانقطاع اللقاءات والاتصالات بين الجانب الكردي والتركي، اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة تاريخية شجاعة باستقباله أمس عضوي وفد أمرالي، بروين بولمان وسرى سريا أوندير، في تطور يشير إلى احتمال استئناف عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، خاصة بعد الدعم الذي أبداه زعماء أكراد العراق.

ويعتبر اللقاء المباشر، الذي اتخذ الطابع الرسمي، وشارك فيه إبراهيم كائن رئيس جهاز الاستخبارات (MIT) ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية أفكاني أو، وامتد بالقصر الرئاسي في أنقرة على مدى ساعة و25 دقيقة، خطوة شجاعة ومهمة على طريق السلام العادل.

حيث تم خلال الاستقبال التباحث حول تقييم المراحل المستقبلية بين الجانبين في إطار التوصل للحل الدائم والشامل لجوهر وحقيقة الصراع بين حزب العمال الكردستاني والنظام التركي.

ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة التاريخية قد تمهد الطريق نحو استعراض خارطة الطريق المقبلة، خاصة بعد الدعوة التي أطلقها القائد الكردي عبدالله أوجلان لاتخاذ قرار بوضع السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، مما يستلزم إتاحة الفرصة أمام وفد أمرالي للسماح له بالتوجه إلى سجن أوجلان حيث تنعقد الآمال عليه للإشراف على عقد المؤتمر القادم لاتخاذ القرار.

أعتقد أننا أمام فرصة سانحة أيضًا لاستعراض خريطة الطريق المقبلة بعد التخلي عن السلاح، وبحيث يعد له قانون خاص مع تشكيل لجنة خاصة لعملية التسليم. ولذلك، ننتظر الدور المحوري من البرلمان التركي في هذا الاتجاه، وكذلك إصدار حزمة الأمن والديمقراطية وإطلاق سراح السجناء السياسيين، ومنهم الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش، تلبية لمتطلبات قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وكذلك إطلاق سراح السجناء المرضى، حيث إن وضع السجناء سيء للغاية.

ومن الأهمية بحث إمكانية رفع القيود وتطبيق التغييرات اللازمة، وعودة المسؤولين الذين تم عزلهم لمناصبهم، فضلًا عن الوصول إلى مرحلة عدم التمييز بين الكرد والأتراك، وإرساء مبدأ المواطنة المتساوية بقوانين واضحة، والابتعاد بقدر المستطاع عن الأخطاء التي تم ارتكابها في السنوات السابقة، وتفادي ارتكاب أخطاء الماضي.

بلا شك أن للبرلمان التركي دورًا محوريًا وهامًا خلال المرحلة المقبلة للتفاعل مع استعدادات القائد الكردي عبدالله أوجلان للمساهمة في تأسيس نموذج سياسي جديد وتحقيق التحول الديمقراطي، حيث تعد عملية السلام هي السبيل الوحيد لحل النزاعات.

ومن المؤكد أن هذه الخطوة قد تسهم في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، مما يتيح فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في حل القضية الكردية في تركيا.

قد يهمك