اتهم حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم "ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية" في مدينة الفاشر.
وجاءت تصريحاته خلال فعالية نظّمها تلفزيون السودان لدعم المدينة، حيث وصف ما يحدث بأنه "انتهاكات غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين"، مشيرًا إلى استهداف متعمد للمدنيين، خاصة النساء والأطفال. واستشهد بمجزرتي الجامع ودار الأرقم اللتين أودتا بحياة العشرات، معظمهم من المدنيين.
في موازاة ذلك، كشفت مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور عن تدهور مقلق في الوضع الإنساني، معلنة وفاة 229 شخصًا بسبب الجوع منذ أواخر أغسطس، من بينهم 171 طفلًا و58 من كبار السن. كما بلغ إجمالي ضحايا الحصار والاشتباكات المسلحة 675 قتيلًا و1,464 مصابًا.
التقرير أشار إلى أن نحو 74 ألف شخص يعيشون داخل الفاشر في ظروف قاسية، بينهم 38 ألف طفل. السكان يعتمدون بشكل شبه كامل على "الأمباز" كمصدر غذائي رئيسي، فيما توقفت غالبية المطابخ الخيرية عن العمل بسبب نقص الموارد والتهديدات الأمنية، ولم يبقَ سوى ستة مطابخ تقدم وجبات محدودة للنازحين.
الوضع الصحي بدوره يقترب من الانهيار، حيث حذرت المفوضية من عجز المراكز الطبية عن الاستمرار في تقديم الخدمات نتيجة نفاد الأدوية والمستلزمات، ما يهدد بانتشار الأوبئة وسط المدنيين.
مناوي شدد على أن صمود سكان الفاشر "سيدخل التاريخ"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفك الحصار وإيصال مساعدات عبر الإسقاط الجوي، إلى جانب فتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المصابين وتوفير الغذاء والدواء.