ظهر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس وهو يهتف علناً باسم الرئيس الإريتري أسياس أفورقي خلال جولة ميدانية في شوارع العاصمة أسمرا، وذلك في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين.
أظهر المقطع الذي وثّقته وكالة السودان للأنباء وعدد من الناشطين، إدريس وهو يردد: "عاش الرئيس أسياس"، في مشهد غير مألوف دبلوماسياً، خصوصاً أن رئيس الوزراء أضاف هتافاً باسم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
دفع هذا السلوك مراقبين إلى اعتباره خروجاً عن الأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، فيما وصفه البعض بأنه تقليل من هيبة المنصب، بينما رأى آخرون أنه مجرد مجاملة بروتوكولية جاءت في سياق شعبي.
تأتي زيارة كامل إدريس إلى إريتريا ضمن جولات خارجية شملت مصر والسعودية والأمم المتحدة منذ توليه منصبه في 19 مايو الماضي.
وتكتسب الزيارة خصوصية سياسية بالنظر إلى دعم إريتريا للحكومة السودانية في صراعها مع قوات الدعم السريع، ما يجعل أي تصرف علني من إدريس محل قراءة وتدقيق داخلي وخارجي.
فتح الهتاف العلني لرئيس الوزراء السوداني باب الانتقادات والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى ناشطون أن رئيس الوزراء يفترض أن يُستقبل بالهتاف لا أن يهتف بنفسه، معتبرين المشهد خصماً من رصيد السيادة الوطنية.
اعتبر مؤيدون أن ما جرى لا يتجاوز حدود المجاملة البروتوكولية، خاصة أنه جاء وسط حشود إريترية خرجت للترحيب بالضيف السوداني.
وصف الصحفي حسام حيدر ما جرى بأنه "كسر للمنطق الدبلوماسي"، معتبراً أن إدريس بدا وكأنه مشجع في مدرج رياضي لا رجل دولة في زيارة رسمية، أما الناشط السياسي علي عثمان، فرأى أن مثل هذه التصرفات تتكرر من إدريس دون تفسير رسمي، مطالباً بضرورة مراجعة السلوك الرسمي لرئيس الوزراء في هذه المرحلة الحرجة.
شملت زيارة إدريس إلى أسمرا جولة في شارع كمشتاتو وعدداً من المواقع الحيوية بالعاصمة الإريترية، وسط احتفاء رسمي وشعبي، غير أن المشهد الذي وثّق هتافه العلني طغى على مضمون الزيارة، وحوّل الأنظار من أهدافها السياسية إلى الجدل حول شخص رئيس الوزراء وأسلوب ممارسته لمهامه الدبلوماسية.