أعلنت وزارة الزراعة والري السودانية وصول نهر النيل إلى منسوب الفيضان في عدة ولايات، أبرزها الخرطوم والنيل الأزرق، وسط تحذيرات واسعة من خطورة الموقف وتداعياته على الأرواح والممتلكات.
وأكدت السلطات أن مستويات المياه تشهد ارتفاعاً متواصلاً نتيجة زيادة التدفقات من النيلين الأبيض والأزرق، ما وضع البلاد أمام أزمة طبيعية متصاعدة.
أكدت الوزارة أن محطات الرصد في مدن سنجة، الخرطوم، مدني، شندي، عطبرة، بربر، وجبل أولياء سجلت مستويات مياه تراوحت بين 15.22 و17.30 متراً، وهو ما يعادل منسوب الفيضان.
وأصدرت إنذارات حمراء على طول الشريط النيلي، محذرة من فيضانات واسعة قد تمتد شمالاً حتى دنقلا، وجنوباً حتى مناطق الجبلين في النيل الأبيض.
غمرت الفيضانات مساحات زراعية شاسعة في ولايات نهر النيل، الشمالية، والجزيرة. ففي منطقة قندال بولاية الجزيرة، تضررت أكثر من 176 مزرعة بمساحة 1764 فداناً، تشمل محاصيل المانجو والموز والخضروات، ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن الغذائي المحلي وللاقتصاد الريفي.
في أحياء جنوبي الخرطوم مثل الكلاكلة والشقلة، غمرت مياه النيل المنازل والشوارع، ما دفع الأهالي للاستعانة بمبادرات شعبية لبناء تروس ترابية لحماية مساكنهم. وبرزت مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بتدخل عاجل من السلطات لتأمين المناطق المنكوبة.
أعلنت وزارة الصحة السودانية تضرر 386 أسرة تضم 1876 شخصاً في ثلاث ولايات هي الجزيرة، الشمالية، والنيل الأبيض خلال الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر. وأشارت إلى أن حصيلة المتضررين منذ يونيو وحتى 25 سبتمبر بلغت نحو 125 ألف شخص، ما يعكس حجم الكارثة المناخية التي تواجه السودان هذا العام.
يمتد موسم الخريف في السودان من يونيو إلى أكتوبر، ويتميز بهطول أمطار غزيرة تؤدي سنوياً إلى فيضانات واسعة. ويعتمد نهر النيل بنسبة 80–85% على مياه النيل الأزرق، الذي يتدفق من بحيرة تانا الإثيوبية. ومع طول مجرى النيل البالغ 6650 كيلومتراً ومروره عبر 11 دولة، يظل النهر شريان حياة واستراتيجية للدول المتشاطئة، لكنه أيضاً مصدر تحديات بيئية واقتصادية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.