لافروف يلوّح برد حاسم على أي اعتداء بعد دعوة ترامب لإسقاط الطائرات الروسية

حذر وزير الخارجية الروسي اليوم السبت (27 سبتمبر/أيلول 2025) من "رد حاسم" على أي "اعتداء" تتعرض له بلاده، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك أجواء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال سيرغي لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "روسيا تُتَّهم بأنها تخطط لمهاجمة دول الناتو والاتحاد الأوروبي"، مؤكدا أن بلاده "لم تكن لديها ولن تكون لديها مثل هذه النوايا"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "أي اعتداء على روسيا سيقابَل برد حاسم".

قلق روسي

وأعرب لافروف، الذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ أكثر من عقدين، عن قلق موسكو من تصريحات بعض السياسيين في دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بشأن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، واعتبارها "سيناريو قابلاً للتحقق".

وأضاف أن "هذه التصريحات تقوّض أي جهد لإيجاد توازن عادل للمصالح بين أعضاء المجتمع الدولي، من خلال محاولة فرض توجهات أحادية على الآخرين".

وتزامنت هذه التصريحات مع استمرار الحرب في أوكرانيا وارتفاع حدة التوتر على الجناح الشرقي للناتو، حيث اتهمت إستونيا موسكو بإرسال ثلاث طائرات مقاتلة إلى مجالها الجوي.

وأعلنت عدة دول أوروبية أعضاء في الحلف خلال الأسابيع الماضية عن انتهاكات جوية من قبل طائرات ومسيّرات روسية، وهو ما نفته موسكو.

دونالد ترامب بين روسيا والأوروبيين

وردا على سؤال حول ما إذا كان يجب على دول الناتو إسقاط أي طائرة روسية تنتهك مجالها الجوي، قال ترامب الأسبوع الماضي: "نعم، أعتقد ذلك".

وعلى الرغم من سعي ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير للتقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل واستقباله في زيارة رسمية إلى ألاسكا الشهر الماضي، فإن لهجته تجاه موسكو بدأت تتغير مؤخرا، إذ أعرب عن "إحباطه" من بوتين.

وبعدما كان يؤكد أن روسيا متفوقة عسكريا في أوكرانيا، عاد ليصرّح بأن كييف قادرة على استعادة كل أراضيها "وربما أكثر من ذلك".

ومع ذلك، أشاد لافروف بموقف ترامب، مشيرا إلى أنه لم يفرض حتى الآن عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا رغم التهديد بذلك منذ فترة، مضيفا: "نرى في نهج الإدارة الأمريكية الحالية رغبة ليس فقط في البحث عن حلول واقعية للأزمة الأوكرانية، بل أيضا في تطوير التعاون العملي بعيدا عن المواقف الأيديولوجية".