جاءت القمة العربية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة بشرى للمنطقة العربية، حيث تميزت بسرعة التجاوب العربي؛ فعلى غير العادة، عُقد المؤتمر في وقت قياسي بمشاركة 57 دولة عربية وإسلامية، من دون غياب أي دولة عربية، مما أعطى انطباعًا بقوة الوحدة العربية التي طالما نادت بها دول المنطقة لردع التصعيد الخارجي، ولا سيما العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبعد البيان الختامي، يتبين أن القمة حققت أهم أهدافها، وعلى رأسها التضامن مع قطاع غزة وإدانة إسرائيل على هجومها العدواني بوضوح وحزم، لا سيما في كلمة الرئيس السيسي التي توقف عندها العالم ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
فقد وصف الرئيس المصري بالعدو، مؤكدًا أن سياسات نتنياهو تجر المنطقة بأسرها إلى صراع، في رسالة قوية مفادها أن القاهرة تقود العالم العربي وتستعد للتصدي عسكريًا إذا ما تم المساس بأمن المنطقة.
أما عن الإخفاقات، فتتمثل في النهج البراجماتي الذي انتهجته قطر خلال القمة، حيث سعت إلى إمساك العصا من المنتصف؛ فهي لا تستطيع الاستغناء عن علاقتها بأمريكا، وفي الوقت نفسه لم تعد تثق بها بعد أن وقفت متفرجة على الهجوم الإسرائيلي على أراضيها رغم وجود قواعد أمريكية على بعد أمتار من موقع الهجوم.
ولعلّ محاولة التودد إلى واشنطن تتجلى في تسليط الضوء على كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع والاحتفاء بها لمدة 53 ثانية في وسائل الإعلام القطرية. وقد جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو كـ"قطعة حلوى"، حيث أكد على دعم أمن قطر وسيادتها، مشيرًا إلى متانة العلاقات بين البلدين.