بث تجريبي

الإعلام الوطني بين رؤية القيادة وتحديات التكنولوجيا الحديثة

يشهد الإعلام المصري مرحلة مفصلية تتطلب إعادة صياغة دوره بما يتواكب مع المتغيرات التكنولوجية المتسارعة، ويعكس طموحات الدولة في بناء وعي وطني راسخ. وفي هذا الإطار، جاءت توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء ورؤساء الهيئات الإعلامية لتضع ملامح خارطة طريق شاملة لتطوير المنظومة الإعلامية المصرية، تؤكد على أهمية الإعلام كقوة ناعمة وركيزة من ركائز الأمن القومي.

تشريعات مواكبة لعصر السرعة

من خلال خبرتي الأكاديمية والمهنية في الإعلام، أؤكد أن التطوير الحقيقي لا يكتمل دون إطار تشريعي مرن وحديث يواكب الثورة الرقمية، ويستجيب للتحديات المستجدة في مجالات البث الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وحماية البيانات.

التشريعات ليست فقط لضبط الأداء، بل لضمان التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية، ومنع استغلال التكنولوجيا في نشر الشائعات أو التحريض، بما يحافظ على استقرار المجتمع ويحمي حقوق الأفراد.

تمكين الكوادر الشابة

أحد المحاور الجوهرية في توجيهات الرئيس هو الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة للعمل الإعلامي. فالشباب هم الأكثر قدرة على التعامل مع الأدوات الرقمية الحديثة، والأقدر على إنتاج محتوى مبتكر يصل إلى الجمهور بلغته وأساليبه المفضلة. وهنا تأتي أهمية الاستثمار في التدريب المتخصص، وفتح المجال أمام القيادات الإعلامية الشابة لصنع الفارق.

الانفتاح على الرأي والرأي الآخر

الإعلام الوطني القوي هو الذي يحتضن كل الأصوات في إطار من الانفتاح المسؤل والانضباط المهني. وقد شدد الرئيس على ضرورة ترسيخ مبدأ الرأي والرأي الآخر، بما يعزز ثقافة الحوار، ويثري المحتوى الإعلامي، ويمنح الجمهور صورة متكاملة عن القضايا الوطنية.

إتاحة المعلومات ودعم المصداقية

المصداقية هي رأس مال الإعلام الحقيقي، ولا تتحقق إلا عبر إتاحة البيانات والمعلومات للإعلاميين، خاصة في أوقات الأزمات، لتمكينهم من تقديم المعلومة الدقيقة، ومواجهة الأخبار المضللة التي تنتشر بسرعة في الفضاء الرقمي.

رؤية للمستقبل

حتى يواكب الإعلام المصري تحديات العصر، فإن الرؤية المستقبلية يجب أن تتبنى:

مراجعة وتطوير التشريعات الإعلامية بشكل دوري.

دعم التكامل بين الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية.

الاستثمار في التدريب والابتكار.

تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور.

ختامًا، فإن ما طرحه فخامة الرئيس من توجيهات ليس مجرد خطة تطوير، بل هو إعلان لمرحلة جديدة في تاريخ الإعلام المصري، قائمة على وعي وطني، وتكنولوجيا متقدمة، وتشريعات داعمة، لتظل الكلمة المصرية منبرًا للحقيقة، ودرعًا للوعي، وجسرًا بين الدولة والمواطن.

 فالاعلام المهني الحر القوي القائم علي سياسة اعلامية واضحة محددة المعالم هو ضلع اساسي في تنمية المجتمع وتشكيل صورة الدولة داخليا وخارجيا واحد اهم مصادر قوتها الناعمة

نقلا عن صفحة المركز الاستراتيجي الدولي للتعليم والإعلام 

قد يهمك