في مثل هذه الأيام من عام 1948، رحل عن عالمنا أحد أعمدة الكفاح الوطني الفلسطيني، حسن سلامة، الذي يُعد من أبرز قادة الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939)، ومن الرموز الذين خلّدهم التاريخ الفلسطيني في مواجهة الاستعمار البريطاني والاحتلال الصهيوني.
من هو حسن سلامة؟
ولد حسن سلامة عام 1912 في قرية قولة الواقعة بين يافا واللد، وسط فلسطين. نشأ في بيئة ريفية وطنية، وسرعان ما برز بدوره القيادي خلال تصاعد المدّ الثوري الفلسطيني في الثلاثينيات.
ومع اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الانتداب البريطاني والهجرة الصهيونية إلى فلسطين، التحق حسن سلامة بصفوف الثورة، وأصبح أحد قادتها العسكريين الميدانيين. عُرف بشجاعته وحنكته في التخطيط للكمائن والمواجهات المباشرة، وشارك في عشرات المعارك ضد القوات البريطانية والعصابات الصهيونية.
كان سلامة من المقربين إلى القائد العام للثورة الشيخ عز الدين القسام، ثم أصبح من أبرز أعوان القائد عبد الرحيم الحاج محمد. وقد قاد مجموعات كبيرة من الثوار في مناطق يافا واللد والرملة.
بعد الثورة: العمل السري ومقاومة التقسيم
وبعد انتهاء الثورة، اضطر حسن سلامة للانتقال إلى لبنان ثم إلى ألمانيا، حيث التقى بعدد من القادة العرب، وكان له دور في محاولات تنظيم المقاومة الفلسطينية في الخارج. عاد إلى فلسطين في نهاية الأربعينات للمشاركة في المقاومة ضد مشروع تقسيم فلسطين وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
استشهاده
استشهد القائد حسن سلامة في 2 يونيو 1948، متأثرًا بجراح أصيب بها خلال مشاركته في معركة ضد القوات الصهيونية في منطقة رأس العين قرب اللد. وقد ترك استشهاده أثرًا كبيرًا في نفوس الفلسطينيين الذين رأوا فيه مثالًا للفدائي الحقيقي، الذي قاتل حتى الرمق الأخير.
إرثه النضالي
لا يزال اسم حسن سلامة حاضرًا في الذاكرة الفلسطينية، وتُطلق العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات اسمه تخليدًا لتضحياته. كما يُعد مثالًا على الروح الوطنية التي اتسمت بها الثورة الفلسطينية الكبرى، والتي وضعت الأساس للمقاومة الفلسطينية في العقود التالية.
وفي ذكرى استشهاده، نستحضر بطولات هذا القائد، ونتذكر أن فلسطين ما زالت تنجب من يسيرون على دربه في النضال من أجل الحرية والاستقلال.
القصة كاملة
من زوايا العالم
منبر الرأي
أصداء المرأة
منبر الرأي
منبر الرأي