بث تجريبي

ضبط مسيّرات في شرق النيل يثير قلقاً أمنياً ويكشف ثغرات في الارتكازات

أعادت واقعة ضبط طائرتين مسيّرتين في منطقة شرق النيل تسليط الضوء على مستوى القلق الأمني المتصاعد داخل المجتمع المحلي، بعدما كشفت عن ثغرات محتملة في مسارات الحركة عبر الارتكازات وصولاً إلى مناطق مأهولة.

ووفق ما أوردته الصحفية هاجر سليمان، فقد أحدث الخبر حالة من الذعر، لا سيما بين السكان العائدين حديثاً من النزوح، لما حمله من تفاصيل صادمة عززت الشعور بانعدام الأمان.

ملابسات الواقعة  مسيّرات في بيئة مدنية
تكتسب الحادثة أهميتها من كونها تقدم صورة دقيقة حول حيازة مسيّرات داخل بيئة مدنية، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات أمنية مباشرة على الأحياء المجاورة، في وقت تتزايد فيه حساسية المجتمع تجاه أي مؤشرات تهدد السلامة اليومية.

هوية المتهم .. رواية صادمة
تشير المعلومات إلى أن المسيّرات كانت بحوزة شاب في مقتبل العمر، يُرجح أنه في أوائل العشرينات، وقد أدلى بإفادات وُصفت بالصادمة خلال التحقيق الأولي ،وبحسب أقواله، فإنه “مستنفر” ضمن أحد أكبر معسكرات التدريب في أم درمان، وقام بنقل المسيّرتين من منطقة الفتيحاب داخل جوال، قبل أن يعبر عدداً كبيراً من الارتكازات وصولاً إلى شرق النيل دون أن يتم ضبطه.

نقطة الاكتشاف – بلاغ من داخل الأسرة
وبحسب التفاصيل، وصل الشاب إلى منطقة التكامل، حيث لاحظ قريب له يعمل شرطياً وجود الجوال، وبعد تفتيشه اكتشف احتواءه على مسيّرات، ما دفعه إلى اقتياده فوراً إلى قسم شرطة التكامل وفتح بلاغ رسمي بحقه.

تحرك الشرطة.. فحص فني سريع
أكدت المعلومات أن شرطة محلية شرق النيل تعاملت مع الواقعة بيقظة، وباشرت الإجراءات القانونية وأحالت الأجهزة للفحص الفني. وأظهر الفحص أن المسيّرات قصيرة المدى، يتراوح نطاق طيرانها بين ثلاثة وستة كيلومترات، ما يحدد نطاق استخدامها المحتمل ضمن محيط جغرافي محدود.

دلائل أولية .. مصدر الأجهزة
تشير المعطيات الأولية إلى وجود فارق زمني وتقني بين المسيّرتين، حيث بدت إحداهما قديمة والأخرى أحدث، ما يرجّح أن الشاب عثر عليهما أثناء تفتيش منازل كانت تضم عناصر مسلحة في منطقة الفتيحاب. ويعزز ذلك فرضية ارتباط الأجهزة بمخلفات عمليات سابقة داخل مناطق شهدت وجوداً مسلحاً.

مقاصد محتملة .. شبهة استخدام عدائي
رغم إفادة المتهم بأن المسيّرات لم تكن موجهة لاستهداف سكان شرق النيل، فإن مراوغته وعدم إقراره الواضح بالغاية من نقلها أثارا شبهة نية تعبئتها بمواد متفجرة واستخدامها ضد أهداف استراتيجية قريبة، وهو ما ينسجم مع طبيعتها قصيرة المدى.

مدى الاستهداف.. أهداف قريبة جغرافياً
وتطرح الرواية التحليلية احتمالات متعددة لطبيعة الأهداف المحتملة، من بينها أقسام شرطة أو مواقع محددة أو منازل خصوم، وصولاً إلى معسكرات تابعة للقوات النظامية في شرق النيل أو محيطه، في ظل قيود المدى التي تحصر الاستخدام ضمن نطاق جغرافي محدود.

تحقيق موسع .. تتبع المسار والنوايا
تشدد المعلومات على ضرورة إجراء تحريات موسعة لانتزاع البيانات من المشتبه به، ومعرفة الجهة التي تقف خلفه ونواياه الحقيقية، مع بحث احتمال كون المسيّرات من مخلفات الحرب، ولماذا جرى نقلها إلى شرق النيل بدلاً من الاحتفاظ بها داخل المعسكر الذي ينتسب إليه.

مساءلة لازمة .. ثغرات العبور
وتختم الرواية بالتأكيد على أن صفة “المستنفر” التي يحملها الشاب تستوجب مساءلة دقيقة، خاصة مع تمكنه من عبور الارتكازات مرتدياً نصف زي عسكري، ما يبرز الحاجة إلى تشديد إجراءات التحقق، وسد الثغرات التي قد تُستغل مستقبلاً في نقل أدوات خطرة إلى مناطق مدنية حساسة.

تأتي هذه الواقعة في ظل بيئة أمنية معقدة تشهدها الخرطوم وضواحيها، حيث تتزايد المخاوف من انتشار مخلفات الحرب، بما فيها المسيّرات والأسلحة غير التقليدية، وسط أحياء سكنية تعاني هشاشة أمنية وعودة تدريجية للسكان بعد فترات نزوح طويلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك