بث تجريبي

بدون إحراج .. سيد أبواليزيد يكتب: سلام الشجعان

لا يمكن تحقيق السلام  من جانب واحد ولم يعد ممكنا إسكات الشعب الكردى بالقتل والقمع والقسوة بقدر مالهم  من حق لمناقشته ولن يتحقق  ذلك بالضغط ولكن بالاعتراف  بالوجود القانونى  والاعتراف  بحقوقهم في الهوية وعدم اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية داخل الدولة التركية.
ومن المتصور انه اذا كانت تركيا تريد حقا السلام فإن الكرد بحاجة للاطمئنان  الى توقفها عن التزامها بسياسة الحصار والعزلة المفروضة فى امرالى وان تعدل قوانينها الدستورية بما يضمن لهم ان يكونوا شركاء في الوطن ويتمتعون بحقوق المواطنه الكاملة والمتساوية.

ولا يليق التحدث عن سلام مع وجود اختلاف افكاربين الطرفين بشأن العملية نظرا لان تركيا لا زالت تستخدم مفهوم الارهاب في سياستها وبالتالي من الصعب الحديث عن عملية السلام  في هذه الاجواء.

ومن الاهمية توافر التغيير الجذرى لدى العقلية التى تصف الشعب الكردى بالارهاب فضلا عن اطلاق الدعوات لامكانية التفاعل مع عملية السلام دون ان تكون هناك خطوات عملية من شانها ان تخلق الثقة مع الكرد حيث لازالت الكثير من الدعوات محصورة في إطار الاقوال والتصريحات دون ان تتطور لواقع عملي علي الارض واذا كان هناك تحرك تجاه العملية فانها مازالت ضئيلة
وحل حزب العمال الكردستانى لا يعني النهاية والموت والفناء بقدر ما انه يعنى الانبعاث والنهضة من جديد بشكل اقوى وأكثر فعالية وتاثيرا ولا يمكن حله الا اذا فعل ذلك القائد الكردى عبدالله اوجلان المؤسس له.

ولم يتم القضاء او تصفية الحزب نظرا لبصيرة القائد الكردى آبو وقوته القيادية وعمله الجاد وجهوده لذلك من الأجدر التعامل معه في دعوته المعروفة بنداء السلام والمجتمع الديمقراطي التي اطلقها في 27 شباط من العام الحالي وتعتبر عملية جديدة من التغيير والتحول
بالفعل اتخذ القائد الكردى آبو التغيير والتحول اساس للادوات التى تؤدى الى اهداف السلام والحرية والمجتمع الديمقراطي  وهو وحده القادر علي فعل ما يراد فعله حيث دائما ما يؤكد علي انه لو تم النظر للقضية الكردية بهذا الشكل فانه يملك القوة لنقل القضية الكردية من ساحة الصراع والعنف الي الساحة السياسية والقانون الديمقراطي 
ومن المهم الاستجابة بتمهيد الطريق لعملية السلام لتنفيذ اهداف وغايات الدعوة بشكل يستلزم بحث امكانية تغيير الدولة التركية لسياستها تجاه الكرد من أجل الحل ومن خلال التوقف عن مواصلة هجماتها علي مقاتلي حرية كردستان وبانهاء الاحتلال للاقليم. 

اعتقد انه اذا كانت الدولة التركية والحكومة الحالية راغبة في حل هذه القضية الكردية التى مضى عليها ١٠٠ عام فعليها اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه وعليهما ان يخطوا خطوات قانونية وقرارات وخطوات دستورية وليست خطوات إدارية وسرية
ومن الممكن التوجه  والمضى نحو انشاء لجان للحقيقة والعدالة حيث الكرد يعرفون ما فعلوه ويعرفون ما فعلته سلطات ومسؤلوالدولة التركية فى استخدام  العنف منذ ١٠٠ عام في كردستان  وهناك كرد بالسجون وليس لديهم ما يخشونه.

نحن ننتظر ونترقب خطوات مسؤلو الدولة التركية  وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.. وسنرى ما اذا كانت خطواتهم منفتحة علي دعوة آبو للسلام  ام لا..علما بأن المجتمع الذى تشكل ونضج بفكر عبدالله اوجلان لا يمكن خداعه حيث ان حزب العمال الكردستانى يضم الالاف من الكوادر في المجتمع الكردستاني  لذلك فانه يمثل المجتمع. 

وكل من يؤمن بالحرية والمساواة والحياة الاجتماعية يستمد إيمانه من افكار القائد الكردى عبدالله اوجلان وخاصة بعد انهيار الاشتراكية المشيدة حيث ان الاشتراكية القومية تؤدى الي الفشل في حين ان الاشتراكية الاجتماعية الديمقراطية تؤدى للنجاح.

ولم يكن مستغربا لي تنظيم حملة عالمية من أصدقاء  اوجلان لترشيحه لجائزة نوبل للسلام وبالتالي ينبغي مراعاة انه للوصول الى سلام الشجعان المنشود  بين الكرد والأتراك  يتطلب تحقيق الحرية له من أجل قيادة العملية فعليا نظرا لانه صاحب النداء والمبادرة والقدرة علي التاثير بجانب تهيئه بنية قانونية وسياسية من قبل الدولة التركية لتفادى تكرار مشاهد الفشل في محاولات السلام.

قد يهمك