بالتخلي عن الكفاح المسلح الذى امتد الى نحو ٥ عقود للحصول علي الحقوق المسلوبة للشعب الكردى ومقاومة سياسة الإنكار والابادة وسياسات التدمير والاستيعاب هدفه الوصول الي بناء لعملية السلام والمجتمع الديمقراطي بطريقة اكثر وعيا وتنظيما لبناء المجتمع الديمقراطي.
ومن المؤكد انه بعد دعوة القائد الكردى عبدالله اوجلان وتجاوب الحزب معها فى حله انما يستدعى ترجمة واقعية لتصريحات الجانب التركى ايضا للاسراع بعمل قنوات الحوار السياسي بأقصى قوة بكافة المناصب السياسية الشرعية بدءا من البرلمان التركى لضمان حل كافة المشاكل وبما يسهم في بلورة المستقبل السياسي علي أسس راسخة.
أتصور ان التصريحات المشجعة من المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركى من ان القرار على حد قوله سيفتح الباب امام حقبة جديدة سيمكن تركيا من تشغيل كافة القنوات السياسية بشكل اكثر فاعلية وبما يعزز الديمقراطية.. ينبغى استثمارها خاصة إذا ادت الى تحقيق الوحدة الوطنية والي إعادة تأسيس للعلاقات الكردية التركية سواء تم بالارادة ام من عدمه.
ومن المهم ان يؤدى البرلمان التركى دوره بمسؤولية تاريخية والي تحمل كافة الاحزاب السياسية الممثله فى البرلمان وخاصة الحكومة وحزب المعارضة الرئيسى ومنظمة المجتمع المدنى والجماعات الدينية والعقائدية ومؤسسات الإعلام الديمقراطي والوجهات والشيوخ والمثقفين والاكاديميين والفنانيين والنقابات العمالية والمنظمات النسائية والشبيبة والحركات البيئية لمسؤلياتهم في المشاركة بعملية السلام والمجتمع الديمقراطي
والمباركات الصادرة من رئيس إقليم كردستان نيجير فإن بارزانى للقرارات التى تم الاعلان عنها بمؤتمر حزب العمال الكردستانى مؤخرا ويعرب فيها عن استعداده الكامل لمواصلة تقديم كافة اشكال الدعم والمساعدة لانجاح هذه الفرصة التاريخية يستدعى ايضا ويتطلب الاستجابة لدعوة القائد الكردى عبدالله اوجلان باعتبارها خطوة مصيرية لفتح صفحة جديدة بالمنطقة وبما يدل علي النضج السياسي لتمهيد الطريق لحوار حقيقي يعزز التعايش والاستقرار في تركيا وكافة انحاء المنطقة
واذا كانت العملية التى بدات ببيان القائد الكردى عبدالله اوجلان في ٢٧ شباط الماضى بنجاح بمؤتمر حزب العمال الكردستانى ال١٢ والذى انعقد خلال الفترة من ٥ وحتى ٧ أيار بمنطقتين مختلفتين قد اكتملت مع القرارات الخاصة بحل الهيكل التنظيمي للحزب وانهاء اسلوب الكفاح المسلح وانهاء الأنشطة التى كانت تمارس باسم حزب العمال الكردستانى فإننا نكون بذلك امام إدارة عملية التطبيق العملي من قبل القائد الكردى عبدالله اوجلان
والقرار الذى اتخذه الحزب لانهاء اسلوبه في الكفاح المسلح يوفر اساسا قويا للسلام الدائم والحل الديمقراطي وبحيث يدير القائد آبو العملية ويوجهها في إطار الاعتراف بالحق في السياسة الديمقراطية وضمانه قانونية متينة وكاملة ومن الاهمية محافظة الاحزاب السياسية الكردية والوجهاء والمنظمات الديمقراطية علي القيام بمسؤلياتهم في تعزيز الديمقراطية الكردية وتحقيق الوطنية الديمقراطية الكردية.
ومن المهم أن تقابل هذه الخطوة المهمة بخطوات ايجابية من قبل كافة الأطراف المعنية لخلق أرضية مناسبة وملائمة وأساسا لسلام دائم وشامل ينهى عقود من العنف والآلام والمعاناة ويمضي بالمنطقة نحو آفاق جديدة من التقدم. كما أنه من الاهمية مساندة كافة الجهود لحل النزاعات بالطرق السلمية لانجاح هذه الفرصة التاريخية وقيام القوى الدولية بتحمل مسؤليات تجاه سياسات الابادة الجماعية التى تم تنفيذها على مدى قرن من الزمان ضد الشعب الكردى وعدم عرقلة الحل الديمقراطي وتقديم الدعم البناء لهذه العملية.
إننا بحاجة لاعادة تأسيس جديد للعلاقات الكردية التركية حيث ان القضية الكردية لن تحل الا من خلال حلها علي اساس الوطن المشترك والمواطنين المتساويين مما يستلزم استئناف عملية السلام المتوقفة منذ نحو ١٠ سنوات وتخفيف الاجراءات الأمنية والضغط العسكرى علي المناطق الكردية وإطلاق سراح السجناء السياسين والعناصر السابقين في الحزب واستئناف الاعتراف السياسي.
منبر الرأي
من زوايا العالم