بث تجريبي

قراءة في رسائل القائد عبد الله أوجلان حول المبادرة السلمية… “مانفيستو النصر”

في 19 حزيران/يونيو 2025، أطلق القائد عبد الله أوجلان رسالة من معتقله، موجهةً إلى الشعب الكردي والرأي العام المحلي، العالمي، وتأتي هذه الرسالة في سياق استمرار تأثيره الفكري والسياسي رغم وجوده في السجن منذ أكثر من عقدين، وكانت أبرز محاور الرسائل (بناءً على سياق الخطابات السابقة وتوجهاته):

  1. السلام والحل الديمقراطي:

   – الدعوة إلى حل سلمي للقضية الكردية في تركيا، مع التأكيد على أهمية الحوار مع الدولة التركية بدلاً من الصراع المسلح.

   – طرح رؤيته حول “كونفدرالية ديمقراطية” كبديل للدولة القومية التقليدية، مع حكم ذاتي للكرد ضمن نظام لا مركزي.

  1. الوحدة الكردية:

   – حثّ الكرد في مختلف أجزاء كردستان (تركيا، العراق، سوريا، إيران) على تعزيز التضامن والعمل المشترك. مع تجنب الانقسامات الداخلية.

   – انتقد التشرذم السياسي بين الأحزاب الكردية. داعياً إلى توحيد الجهود لتحقيق الحقوق المشروعة.

  1. المرأة والبيئة:

   – سبق وأن أكد على دور المرأة المحوري في النضال الكردي. مشيراً إلى أن تحرير المجتمع يبدأ بتحرير المرأة.

 – تناول قضايا البيئة والاستدامة، معارضاً النموذج الرأسمالي الذي يدمر الطبيعة، وداعياً إلى اقتصاد بديل قائم على العدالة البيئية.

  1. السياق الإقليمي والدولي:

– انتقد السياسات الدولية التي تتلاعب بالقضية الكردية لأغراض جيوسياسية، داعياً إلى حل عادل بعيداً عن تدخلات القوى الخارجية.

– تطرق إلى الأزمات في الشرق الأوسط (مثل الصراع في سوريا والعراق)، معتبراً أن الحل الديمقراطي لكردستان يمكن أن يكون نموذجاً كما في الإقليم.

  1. رسالة إلى تركيا:

– دعا الأتراك إلى تجاوز العداء التاريخي مع الكرد. معتبراً أن التعايش ممكن عبر اعتراف دستوري بالهوية الكردية وحقوقها الثقافية والسياسية.

ردود الفعل المتوقعة

– الكرد: قد تتفاوت ردود الأفعال بين مؤيدين لنهجه الإصلاحي السلمي ومعارضين يفضلون المقاومة المسلحة.  – تركيا: من المرجح أن تتجاهل حكومة أنقرة مضامين الرسالة أو تنتقدها؛ نتيجة فكر القائد عبد الله أوجلان التحرري البعيد عن السلطة والمركزية. ولكن؛ ما يضفي على رسائل المفكر عبد الله أوجلان قدر عظيم من الأهمية التاريخية. هو الدعم الدولي، الإقليمي، ومن الشعب الكردي، والأحزاب والقوى المدنية داخل وخارج تركيا، وهو دعم واسع النطاق لا يستهان به.

– المجتمع الدولي: قد تستخدم بعض الدول الرسالة للضغط على تركيا لإيجاد حل تفاوضي، بينما قد تعتبرها أخرى مجرد خطاب دعائي، وهو اعتبار مغرض وغير مسؤول…!!!

السياق التاريخي: القائد عبد الله أوجلان، المؤسس التاريخي لحزب العمال الكردستاني غيّر خطابه بعد اعتقاله في 1999 من النضال المسلح بعد إعادته لقراءة القضية الكردية إلى الدعوة لحلولٍ سلمية.

إن رسالته الجديدة تندرج في إطار تأكيد تعزيز شرعيته كقائد فكري وسياسي للكرد، رغم انقسام بعض الحركات الكردية حول نهجه.

انا أدعو هنا الإخوة والأخوات من المحللين السياسيين والباحثين والكتّاب إلى إلقاء المزيد من الأضواء على المضامين التاريخية، الفكرية، الفلسفية، والسياسية. التي تنطوي عليها هذه الرسائل، والتي تتضمن على “مانفيستو النصر” حيث يتجلى مفهوم (المجتمع الديمقراطي) عبر تلك الرسائل التاريخية.

قد يهمك