بث تجريبي

اتهامات حقوقية بتعذيب منهجي في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية ووفاة 98 أسيرًا فلسطينيًا

كشفت شهادات سجناء سابقين وتحقيقات لمنظمات حقوق الإنسان عن اتهامات بتعذيب ممنهج داخل مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، بعد وفاة ما لا يقل عن 98 فلسطينيًا أثناء الاحتجاز، وفق ما نقلته مجلة «دير شبيجل» الألمانية.

وأفاد تقرير قدّمته منظمات حقوقية إسرائيلية إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بأن التعذيب أصبح أداة متعمدة وواسعة الانتشار في سياسة إسرائيل، ويحدث في مختلف مراحل الاحتجاز، بدءًا من الاعتقال مرورًا بالاستجواب وصولًا إلى السجن.

وذكر التقرير أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أقروا بهذه الانتهاكات، بينما فشلت الآليات القضائية والإدارية والطبية في وقفها، مشيرًا إلى حرمان المعتقلين لفترات طويلة من الوصول إلى محامين ومن الرعاية الطبية.

وبحسب التقرير، لم تفلح مطالبات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحصول على وصول منتظم إلى المعتقلين خلال السنوات الأخيرة، في وقت تحتجز فيه إسرائيل نحو 9200 فلسطيني تحت مسمى «أسرى الأمن».

توثيق طبي وحقوقي لحالات الوفاة
راجعت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» الإسرائيلية شهادات شهود وسجلات رسمية وأدلة أخرى، ووثقت 98 حالة وفاة منذ بداية الحرب، موضحة أن أكثر من ثلثي الضحايا من قطاع غزة، فيما ينتمي الباقون إلى الضفة الغربية، مع الإشارة إلى أن 52 أسيرًا قضوا خلال اشتباكات مسلحة.

وأشار تقرير المنظمة إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير انتهج سياسة تشديد متعمد لظروف الاحتجاز بوصفها «عقابًا إضافيًا»، وأن مراكز الاحتجاز تحولت، عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، إلى مواقع تشهد انتهاكات جسيمة، شملت الإهمال الطبي والاستخدام الواسع للعنف الجسدي اليومي، وصولًا إلى اعتبار وفاة المحتجزين ممارسة متكررة.

شهادات مباشرة من المفرج عنهم
في الحالات القليلة التي أُجري فيها فحص طبي للجثامين بأوامر قضائية، سُجلت آثار عنف وإهمال في معظمها. غير أن غياب تقارير التشريح المقدمة إلى عائلات الضحايا حال دون تحديد أسباب الوفاة بدقة في أغلب الحالات.

وقال ناجي عباس، أحد معدّي تقرير حقوقي نُشر مؤخرًا، إن طلبات الحصول على معلومات عبر المحاكم بدأت في ديسمبر 2023، قبل إبلاغهم بشكل غير رسمي بتسجيل وفيات أسبوعية في سجن «سديه تيمان». وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أعلن رقمًا رسميًا بعد سبعة أشهر، ولا يزال يرفض الكشف عن تفاصيل إضافية، مرجحًا أن يكون العدد الحقيقي أعلى.

ونقل التقرير شهادات عن تعرض محتجزين لاعتداءات جماعية، من بينها حالة شاب ثلاثيني في سجن مجدو، تعرّض للضرب من قبل أكثر من 12 حارسًا، ما أدى إلى كسور في الأضلاع وعظمة القص. كما أفاد محتجزون مفرج عنهم بتعرضهم للضرب المبرح والتقييد لفترات طويلة، وتسجيل حالات اعتداءات جنسية ووفاة محتجزين داخل السجون.

تقارير دولية وإنكار رسمي
وفي وقت سابق، نشر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة تقريرًا تحدث عن انتهاكات جنسية ممنهجة بحق الأسرى. وتخلص شهادات الشهود والأدلة المتاحة إلى أن الانتهاكات مستمرة ومنهجية، غير أنها تُنكر أو تُهمّش في الخطاب السياسي الإسرائيلي، ونادرًا ما تحظى بتغطية إعلامية داخل إسرائيل، حيث تُعرض غالبًا كحوادث فردية، مع توجيه الانتقادات لمن يكشفها بدلًا من محاسبة المسؤولين عنها.

قد يهمك