يتزامن التصعيد العسكري مع تحركات دبلوماسية تقودها الرباعية الدولية (السعودية، الولايات المتحدة، الإمارات، مصر) بهدف تثبيت هدنة إنسانية لمدة 90 يوماً تمهد لـ وقف شامل لإطلاق النار والدفع نحو مفاوضات سياسية بين الجيش والدعم السريع.
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة ترفض بشكل كامل “أي محاولات تستهدف تقسيم السودان أو الإضرار باستقراره”.
شدد عبد العاطي خلال لقائه نظيره الفرنسي جان نويل بارو على هامش قمة العشرين في جنوب إفريقيا،على أهمية تضافر الجهود الدولية لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية واسعة، كما دعا إلى توفير ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول الإغاثة إلى المدنيين دون أي عوائق.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن السودانيين يرغبون في مشاركة أنقرة في جهود إنهاء الحرب، مؤكداً استعداد تركيا لـ بذل أقصى الجهود لإنجاح أي مسار يؤدي إلى استعادة السلام.
ميدانياً، كشفت مصادر سودانية أن قوات الدعم السريع تتقدم ببطء نحو الفرقة 22 مشاة في بابنوسة وسط مقاومة عنيفة من الجيش الذي يسعى لمنع سقوط آخر معاقله في غرب كردفان.
وأوضحت المصادر أن الدعم السريع كثف استخدام المسيّرات الهجومية والمدفعية الثقيلة، بعد فشل وساطات محلية لتسليم القاعدة مقابل خروج آمن للقوات.
وتكتسب بابنوسة أهميتها من كونها مركزاً محورياً لخطوط السكك الحديدية التي تربط غرب السودان بشرقه وشماله، إلى جانب قربها من الأبيض، العاصمة غير الرسمية لإقليم كردفان.
على جبهة أخرى، يخوض الجيش معارك عنيفة في أم صميمة وأبو قعود غرب مدينة الأبيض، معلناً تحقيق “تقدم نوعي” في بعض المحاور بولايات كردفان.
ويؤكد الجيش أنه بدأ في تأمين مواقع استراتيجية تمهيداً لإعادة الانتشار، بينما تقول مصادر الدعم السريع إنها تسيطر بالكامل على الجبهات التي يحاول الجيش التقدم فيها شمال وغرب كردفان.
تواصلت حرب البيانات بين الطرفين، إذ أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح استعادة جبل أبوسنون، بينما نفت الدعم السريع ذلك، ونشرت تسجيلات مصورة لقواتها قرب الجبل.
ويعتمد كلا الطرفين بشكل مكثف على نشر مقاطع الفيديو عبر منصات التواصل للتأكيد على تفوقه الميداني.
ورغم حصار خانق استمر أشهراً، وصمود الحامية العسكرية في بابنوسة في وجه عشرات الهجمات والقصف المتكرر، تتوسع دائرة المعارك في كردفان، مع تبادل الطرفين هجمات مضادة ومحاولات للسيطرة على الطرق الرئيسية بين الأبيض وأم درمان.
وتشير تطورات الإقليم إلى أن معارك كردفان قد تتحول إلى مسرح حاسم في مسار الحرب، خصوصاً مع حشد الطرفين لمقاتلين وأسلحة ثقيلة في محاولة لتحقيق مكاسب ميدانية تسبق أي مفاوضات سياسية.