اعتمد مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حزمة تدابير تقييدية ضد عبد الرحيم حمدان دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، في خطوة تعكس تصاعد الموقف الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة التي تشهدها الساحة السودانية.
وفي بيان شديد اللهجة، أدان الاتحاد الأوروبي ما وصفه بالفظائع المتواصلة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، بما في ذلك عقب السيطرة على مدينة الفاشر، من استهداف متعمد للمدنيين، وعمليات قتل بدوافع عرقية، وعنف ممنهج، إلى جانب استخدام التجويع كسلاح، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واعتبر الاتحاد أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد الاتحاد الأوروبي استعداده لاتخاذ تدابير إضافية ضد أي جهة تساهم في زعزعة استقرار السودان أو تعرقل انتقاله السياسي، مشدداً على أن المساءلة جزء محوري من استراتيجيته تجاه السودان، وفق الاستنتاجات التي اعتمدها مجلس الشؤون الخارجية في 20 أكتوبر 2025.
ويأتي القرار الأوروبي في أعقاب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على عبد الرحيم دقلو في سبتمبر 2023، ضمن سلسلة خطوات دولية تهدف إلى الضغط على قيادات الدعم السريع لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين.
ورحبت مفوضة الاتحاد الأوروبي كايلا كالاس بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف حرب السودان، والذي جاء بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأكدت أن واشنطن تمتلك أدوات ضغط مهمة يمكن أن تدفع الأطراف نحو السلام، مشيرة إلى ضرورة التزام جميع الجهات بإجراءات عملية لوقف الانتهاكات.
وأعلن الاتحاد الأوروبي مضاعفة دعمه لعمليات توثيق الانتهاكات والتحقيق فيها، بما يسهم في تفكيك منظومة الإفلات من العقاب التي غذّت استمرار الفظائع في البلاد، وتأتي الخطوة ضمن استراتيجية أوروبية شاملة تهدف إلى ترسيخ العدالة الدولية ودعم مسار الحل السياسي الشامل في السودان.
يشهد السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 موجة واسعة من الانتهاكات، خاصة في دارفور، حيث تشير تقارير محلية ودولية إلى ارتكاب عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي ونزوح واسع.
وتزايدت الضغوط الدولية في الشهور الأخيرة لدفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار، مع عودة الولايات المتحدة والسعودية إلى قيادة جهود الوساطة السياسية.
إ