أكد تونجر بكرخان، الرئيس المشترك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، أن دعم العالم العربي لعملية السلام يُعد عاملاً حاسماً لإنجاحها، مشدداً على أن القضية الكردية لم تعد شأناً تركياً داخلياً، بل قضية إقليمية تمس استقرار الشرق الأوسط بأسره.
وكشف بكرخان، في تصريحات إعلامية له، عن كواليس لقائه السابق مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، مشيراً إلى الرسائل التي حملها اللقاء ودعوته إلى بناء شرق أوسط ديمقراطي تشارك فيه جميع الشعوب على قدم المساواة.
الكرد والعرب
وقال بكرخان إن الكرد والعرب يرتبطون بعلاقات تاريخية تمتد لآلاف السنين، خلقت ثقافة مشتركة وإرثاً حضارياً غنياً يرمز إليه صلاح الدين الأيوبي كأحد أبرز رموز الأخوة بين الشعبين.
وأوضح أن العالم العربي يمتلك خبرة عميقة في إدارة التعددية الإثنية والدينية، من الأندلس إلى بغداد ودمشق والقاهرة، ما يجعله قادراً على لعب دور محوري في دعم الحل السلمي للقضية الكردية، وتحويلها من ساحة صراع إلى مسار سياسي وقانوني يضمن الحقوق ويحقق الاستقرار.
وأشار بكرخان إلى أن استمرار الإنكار والتمييز ضد الشعب الكردي في بعض دول المنطقة تسبب في أزمات وصراعات مزمنة، معتبراً أن إنهاء هذه السياسات وفتح الباب أمام حل ديمقراطي سيعود بالنفع على شعوب المنطقة كلها، بما في ذلك العرب والفرس والترك. وأضاف أن “العيش المشترك على أساس المساواة والحرية هو الطريق الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط ومستقبله”.
قوى لا تريد السلام
وكشف بكرخان عن وجود مجموعات داخل تركيا تعمل على تعطيل مسار السلام، لأنها تستفيد من استمرار الصراع. وقال إن هذه الأطراف تضم سياسيين وبعض دوائر البيروقراطية الأمنية ورؤوس أموال تستفيد من اقتصاد الحرب.
وحذر من أن “خطابات القومية المتطرفة لا تزال تُغذي الخوف من المساواة بين الشعوب”. لكنه عبّر عن تفاؤله، موضحاً أن نحو 70% من المجتمع التركي يدعم العملية السلمية، وأن غالبية الأحزاب في البرلمان تؤيد هذا التوجه.
اللقاء مع أوجلان
وفي حديثه عن لقائه بالزعيم الكردي عبدالله أوجلان، بسجن إمرالي، قال بكرخان إن اللقاء كان مطولاً وعميقاً، وشهد نقاشات تناولت التاريخ والفلسفة والسياسة والمجتمع.
وأوضح أن أوجلان شدد على أهمية التنظيم الذاتي وبناء مجتمع ديمقراطي بأيدي الشعوب نفسها، دون انتظار مبادرات خارجية، داعياً إلى وقف إراقة الدماء في سوريا وفلسطين والعراق واليمن، محذراً من أن استمرار النزاعات سيدفع المنطقة إلى فوضى أكبر.
وختم بكرخان حديثه بالتأكيد على أن “العالم العربي يمتلك القوة الأخلاقية والسياسية لدعم هذه العملية”، معتبراً أن “تحرك العرب بفاعلية في هذا المسار سيمنح المنطقة فرصة تاريخية لبناء شرق أوسط ديمقراطي تسوده العدالة والسلام”.
فضاءات الفكر
منبر الرأي