فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها صباح اليوم الاثنين أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في مجلس النواب الجديد. وانطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات في 14 محافظة.
وتستمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء، الموافقين 10 و11 نوفمبر الجاري، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً. وتشمل هذه المرحلة 70 دائرة انتخابية، يبلغ إجمالي عدد المرشحين المتنافسين فيها 1281 مرشحًا، ما بين النظام الفردي والقوائم.
وحسب وسائل إعلام مصرية، تسير العملية الانتخابية منذ الصباح بشكل منتظم دون تأخير في فتح اللجان، حيث فُتحت الأبواب في تمام التاسعة صباحًا وسط حضور ملحوظ من الناخبين بمختلف الفئات العمرية، وشهدت اللجان إقبالًا كبيرًا من السيدات اللاتي تصدرن المشهد الانتخابي منذ الساعات الأولى.
وتأتي هذه الانتخابات في إطار المرحلة الأولى التي تضم 1281 مرشحًا بالنظام الفردي، إلى جانب 142 مقعدًا مخصصة لنظام القائمة المغلقة المطلقة، وذلك في إطار الاستحقاق النيابي الذي يُعد أحد أهم دعائم العملية الديمقراطية في مصر.
5606 لجان فرعية و35 مليون ناخب
وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار أحمد بنداري، إن الهيئة وفّرت جميع وسائل المساعدة لتيسير عملية الإدلاء بالأصوات، مؤكدًا أن الانتخابات ستُجرى بنزاهة وشفافية كاملتين بما يتوافق مع أحكام الدستور والقانون والمعايير الدولية. وشدد بنداري، في تصريحات صحفية أمس الأحد، على حياد الهيئة الكامل تجاه جميع المرشحين المتنافسين.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات في الداخل تُجرى في 14 محافظة تضم 5606 لجان فرعية، ويبلغ إجمالي عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في هذه المرحلة 35 مليونًا و279 ألفًا و922 ناخبًا، وفقًا لقاعدة بيانات الناخبين. وأوضح أن الهيئة تابعت جاهزية جميع اللجان استعدادًا لانطلاق عملية التصويت، داعيًا المواطنين إلى المشاركة الإيجابية الفاعلة والنزول إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم بحرية تامة لمن يرونه الأنسب لتمثيلهم.
وأعرب بنداري عن ثقته في أن تشهد الانتخابات نسب مشاركة مرتفعة، بفضل برامج التوعية المكثفة التي نظمتها الهيئة في مختلف المحافظات، وحسن التنظيم والتجهيز، إضافة إلى جهود المرشحين في حشد أنصارهم للمشاركة في هذا الاستحقاق النيابي المهم.
خطة أمنية متكاملة
وضمانًا لسير العملية الانتخابية في أجواء يسودها الأمن والنظام، اعتمدت وزارة الداخلية خطة أمنية متكاملة شاركت في تنفيذها جميع قطاعات الوزارة، بهدف فرض مظلة أمنية محكمة لتأمين المواطنين أثناء التصويت. وتضمنت الخطة تسخير كل الإمكانات اللوجستية والمعدات والمركبات الحديثة لتأمين العملية الانتخابية بالشكل الأمثل.
وشملت الخطة الانتشار الأمني المكثف بمحيط اللجان وعلى الطرق والمحاور المؤدية إليها، وتسيير الدوريات والخدمات المرورية لتسهيل وصول الناخبين إلى اللجان، إلى جانب تأمين المنشآت الحيوية ورفع جاهزية قوات التدخل والانتشار السريع وعناصر الشرطة النسائية للتعامل الفوري مع أي مواقف طارئة. كما جرى تعزيز التواجد الأمني في محطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية والمواقف العامة التي تشهد كثافة من المواطنين خلال فترة التصويت.
1385 سيارة إسعاف وخطة طبية موسعة
وفي الجانب الصحي، اعتمد وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار خطة متكاملة للتأمين الطبي لانتخابات مجلس النواب 2025، لضمان تقديم الرعاية والإسعافات الأولية الفورية للناخبين أمام ومحيط اللجان في جميع المحافظات. وتشمل الخطة رفع جاهزية المستشفيات، وتأمين مخزون استراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية وأكياس الدم والأكسجين، وتفعيل غرف العمليات المركزية وأنظمة البلاغات، وتجهيز فرق الانتشار السريع والقوافل الطبية.
كما خصصت الوزارة 1385 سيارة إسعاف موزعة على مرحلتَي الانتخابات، مدعومة بأربعة آلاف فرد من الأطقم الإسعافية، مع خطة تعزيزات فورية لعمليات الإخلاء الطبي، وتفعيل خدمات متخصصة لعلاج الحروق والسموم، وتوفير فصائل الدم النادرة، إلى جانب تطبيق مبادرة “كل ثانية حياة” للحالات الحرجة.
البرلمان ركيزة الديمقراطية
يُعد مجلس النواب من أهم ركائز النظام السياسي في مصر، إذ يمارس سلطاته التشريعية والرقابية وفقًا للدستور، من خلال سن القوانين المنظمة لحياة المواطنين ومناقشة الخطط العامة للتنمية والموازنة العامة للدولة.
كما يضطلع بدور محوري في مراقبة أداء الحكومة وضمان التوازن بين السلطات، بما يعزز الشفافية ويكرّس مبدأ المساءلة في إطار من الديمقراطية واحترام الإرادة الشعبية.
من زوايا العالم
فضاءات الفكر
منبر الرأي