صوّت سكان ولاية كاليفورنيا بأغلبية ساحقة، يوم الثلاثاء، لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية، في استفتاء دعا إليه الحزب الديمقراطي لمواجهة محاولات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والجمهوريين لتقسيم الدوائر بما يخدم مصالحهم السياسية.
وأظهرت النتائج الأولية أن أغلبية كبيرة من الناخبين أيدوا "المقترح 50"، الذي وُصف بأنه رسالة سياسية قوية موجهة إلى ترامب، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية.
قاد هذه المبادرة حاكم الولاية الديمقراطي جافين نيوسوم، الذي اعتُبر فوزه انتصارًا سياسيًا يعزز مكانته داخل الحزب الديمقراطي، ويقوي موقعه استعدادًا لاحتمال ترشحه للرئاسة في عام 2028.
وقال نيوسوم تعليقًا على النتائج: "نحن فخورون بما حققه شعب كاليفورنيا، لقد وجهوا رسالة واضحة إلى أكثر رئيس لا يحظى بشعبية في التاريخ الحديث"، في إشارة إلى ترامب.
ويقضي القرار بإجراء إعادة ترسيم مؤقتة للدوائر الانتخابية، من شأنها أن تمنح الديمقراطيين ما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في الكونجرس الأمريكي خلال انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
من جانبهم، اعتبر الجمهوريون الخطوة محاولة للاستحواذ على السلطة وإضعاف تمثيلهم في الولاية، بينما دافع الديمقراطيون عنها باعتبارها تصحيحًا لتوازن المنافسة، خاصة بعد أن أقر الجمهوريون في ولاية تكساس خطة لإعادة تقسيم دوائرهم الانتخابية بدعم من البيت الأبيض لتعزيز أغلبيتهم في الكونجرس.
ووفقًا لـ نيوزويك، تستهدف الخطة الجديدة خمسة من النواب الجمهوريين في كاليفورنيا، من بينهم دوج لامالفا، وكيفن كيلي، وكين كالفرت، وديفيد فالاداو، وداريل عيسى، إذ من المتوقع أن تؤدي إعادة الترسيم إلى تحويل عدد من الدوائر الداخلية والجنوبية لصالح الديمقراطيين.
وسيُعاد رسم الدوائر الانتخابية قبل انتخابات منتصف المدة المقررة في نوفمبر 2026، على أن تكون هذه التغييرات مؤقتة وتشمل دورات الانتخابات في أعوام 2026 و2028 و2030، قبل اعتماد خريطة جديدة بناءً على تعداد عام 2030.
وكان مجلس النواب في كاليفورنيا قد أقر الخطة بأغلبية 57 مقابل 20، فيما وافق عليها مجلس الشيوخ بأغلبية 30 مقابل 8، مما يمنح الديمقراطيين ميزة تنافسية أقوى في الانتخابات المقبلة.
ووفق تحليلات سياسية نُشرت في المجلة، فإن هذه التعديلات قد تمنح الديمقراطيين ما بين ثلاثة إلى خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب الأمريكي.
وفي المقابل، هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نتائج الاقتراع، وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن "عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في كاليفورنيا غير دستورية وتشكل عملية احتيال ضخمة"، دون أن يقدم أي دليل على مزاعمه.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تزداد فيه حدة التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي المقبلة، التي يُتوقع أن تكون من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في السنوات الأخيرة.
فضاءات الفكر
منبر الرأي
من زوايا العالم