
خَطفت الفنانة الشابة ياسمينا العبد الأضواء في الحفل، بإطلالتها الرقيقة وكلمتها المؤثرة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الدول والوفود المشاركة، حين قالت: «اتعلمت من أجدادي إن القوة مش في السلاح، القوة في الفكرة، كل حرب بتسرق عمر، وكل سلام بيخلق حياة وبنا وعمار».
الكلمة القصيرة لخصت جوهر الحدث، فالمتحف المصري الكبير لم يكن مجرد افتتاح، بل رسالة سلام وحضارة من مصر إلى العالم.
ياسمينا — المولودة في نوفمبر 2009 — تمثل نموذجًا للفنانة العالمية المنشأ والهوى، فقد وُلدت في سويسرا ونشأت بين مصر والإمارات، وتتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة.
بدأت مشوارها بالغناء ثم انتقلت إلى التمثيل وشاركت في أعمال عربية ودولية مثل «بنات عبد الرحمن» و*«Theodosia»*، وهي اليوم تخوض أولى بطولاتها الدرامية في مسلسل «ميد ترم» على منصة Watch It.
حضورها في الافتتاح أكد أن جيلًا جديدًا من الفنانات المصريات يحمل مشعل الإبداع ويعيد صياغة صورة المرأة المصرية في المحافل العالمية.

لم يخلُ الحفل من بريق البطلات، إذ شاركت فريال أشرف، أيقونة الكاراتيه الحاصلة على ذهبية أولمبياد طوكيو، في الاستقبال الرسمي للضيوف، لتجسّد بوجودها الرابط بين قوة الجسد وخلود الحضارة.
وأكد والدها في تصريحات خاصة أن مشاركة ابنته تمثل «تكريمًا جديدًا لأبطال مصر الذين رفعوا علمها عاليًا في المحافل الدولية»، مشيرًا إلى أن ظهورها وسط الملوك والرموز الثقافية كان «لحظة فخر جديدة تُضاف إلى رصيد البطلة الأولمبية».
بهذا الظهور، برهنت فريال على أن الرياضة جزء من الهوية المصرية الحديثة، وأن البطلات المصريات قادرات على تمثيل بلادهن في كل الساحات — من ميادين القتال إلى أروقة التاريخ.

شاركت أيضًا فريدة عثمان، أيقونة السباحة المصرية والعربية، في الاحتفال، لتجسد الوجه الرياضي العصري للمرأة المصرية. حضورها إلى جانب فريال وياسمينا أعطى للحدث بعدًا متكاملًا، يجمع بين الفن والرياضة في مشهد واحد يعكس تنوع القوة الناعمة المصرية وقدرتها على الإبهار في كل المجالات.

أما المفاجأة فكانت مشاركة المغنية والممثلة المصرية الأمريكية شيرين أحمد، التي دخلت التاريخ كأول فنانة من أصول عربية تؤدي دور البطولة في المسرحية الغنائية الشهيرة «My Fair Lady» على مسرح برودواي بنيويورك.
ولدت شيرين في ولاية ماريلاند لأب مصري وأم أمريكية، وبدأت رحلتها الفنية من شغف الطفولة بالموسيقى الشرقية قبل أن تنتقل إلى نيويورك لتدرس الغناء والتمثيل.
من غناء تينا تيرنر على سفن الرحلات البحرية إلى أداء كلاسيكيات برنارد شو، جسدت شيرين نموذج المرأة المصرية التي تكسر الحواجز وتعيد تعريف التمثيل الشرقي في الغرب.
جمع افتتاح المتحف المصري الكبير بين الماضي والحاضر في توليفة ساحرة، حيث اجتمع الفن والتاريخ والرياضة في مشهد واحد، لتؤكد مصر أن نساءها اليوم يواصلن ما بدأته جداتهن منذ آلاف السنين من نحت وكتابة وتشييد وبناء.
من المسرح إلى المضمار، ومن برودواي إلى الجيزة، برزت المرأة المصرية المعاصرة كرمز للقوة والإبداع والريادة، لتصبح رسالتها في افتتاح أكبر متحف لحضارة واحدة في العالم أن الحضارة المصرية لا تُروى فقط بالآثار، بل تُجسَّد بالإنجازات الحية.