أعلنت قيادة العمليات في القوات المسلحة البولندية صباح 29 أكتوبر 2025 أن مقاتلاتها من طراز ميغ-29 اعترضت طائرة روسية من نوع إيلوشين إيل-20 أثناء تحليقها فوق بحر البلطيق.
وأوضح البيان أن الطائرة الروسية كانت تحلّق في الأجواء الدولية دون خطة طيران معلنة، مع إطفاء جهاز التعريف الآلي، وهو ما دفع المقاتلات البولندية إلى مرافقتها حتى مغادرتها المنطقة لضمان أمن المجال الجوي الدولي، مؤكدة أن المجال الجوي البولندي لم يتعرض لأي خرق.
وأضافت القيادة أن الطائرة الروسية كانت على الأرجح طائرة استطلاع أو تجسس، في إشارة إلى تزايد النشاط العسكري الروسي في المنطقة، داعية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى متابعة هذه التحليقات بدقة لتجنب أي تهديدات للأمن الإقليمي.
ردًا على تكرار التحليقات الروسية قرب حدود الحلف، أعلن الناتو تعزيز جاهزيته في الجناح الشرقي من خلال نشر طائرات مقاتلة إضافية ومنظومات رصد جوية وأرضية.
وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن ما قامت به بولندا يعكس "استجابة سريعة وقدرة دفاعية عالية"، مشيرًا إلى استمرار التعاون مع القوات البولندية لضمان حماية المجال الجوي وتعزيز الأمن الجماعي.
أفادت وزارة الدفاع الليتوانية أن النشاط الروسي في المنطقة ازداد على مدى الأسبوعين الماضيين، تزامنًا مع مناورات الناتو "حارس بحر البلطيق" و"Iron Wolf"، فيما ذكرت المخابرات اللاتفية أن روسيا تعتمد تكتيكات تحليق عدوانية بدون إذن مسبق، ما يرفع خطر وقوع حوادث عسكرية.
وسجّل الحلف ارتفاعًا في عدد اعتراض الطائرات الروسية التي تطير دون خطط معلنة أو أجهزة تعريف مفعّلة، كما رُصدت اضطرابات في إشارات تحديد المواقع يُعتقد أنها ناجمة عن عمليات روسية أثّرت على الملاحة الجوية والمدنية.
وفي هذا السياق، أعلنت السويد دعمها لجهود الحلف بإرسال سفن حربية وطائرات مراقبة إلى بحر البلطيق لحماية البنية التحتية البحرية وخطوط نقل الطاقة.
يرى مراقبون أن اعتراض بولندا للطائرة الروسية ليس حادثًا منفردًا، بل يأتي ضمن سلسلة من التحركات التي تعكس تصاعد التوتر بين موسكو والناتو في منطقة البلطيق.
ويبرز هذا الحدث قدرة القوات البولندية وحلفائها على الاستجابة السريعة والتنسيق الدفاعي المشترك، مما يعزز استقرار المنطقة ويقلل من احتمالات التصعيد العسكري.
وبذلك، يؤكد هذا التطور الدور المحوري لبولندا داخل الحلف في حماية الأمن الأوروبي وضمان السيطرة على الأجواء الدولية في وجه الأنشطة الروسية المتزايدة.