بث تجريبي

مخاوف من تسرب إشعاعي جديد في تشيرنوبيل بعد تضرر الدرع الواقي للمفاعل رقم 4

تتزايد المخاوف الدولية من احتمال حدوث تسرب إشعاعي جديد في موقع تشيرنوبيل النووي، عقب تعرض الدرع الواقي المقام فوق المفاعل رقم 4 لأضرار بالغة، ما أثار تساؤلات حول قدرته على احتواء المواد المشعة المتبقية من أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

أضرار جسيمة بالقبة الواقية

وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، أن منشأة «الغطاء الآمن الجديد» التي أُنشئت فوق بقايا المفاعل المتضرر تعرضت لأضرار أثرت على وظائفها الأساسية للسلامة النووية.

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن القبة الواقية تعرضت لقصف روسي، ما أدى إلى تراجع قدرتها على الاحتواء، وهو ما أكدته نتائج التقييم الفني الذي أجرته فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فقدان وظائف السلامة الأساسية

وأفاد فريق الوكالة، عقب تقييم شامل للسلامة، بأن القبة فقدت عدداً من وظائفها الحيوية، وعلى رأسها قدرة الاحتواء الإشعاعي، وهو ما يمثل خطراً طويل الأمد في حال استمرار التدهور دون إصلاحات جذرية.

مدير الوكالة: إصلاحات مؤقتة غير كافية

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، إن إصلاحات محدودة ومؤقتة أُجريت على سطح القبة المتضررة، لكنها لا ترقى إلى مستوى المعالجة الشاملة المطلوبة.

وأضاف جروسي: «الترميم الكامل وفي الوقت المناسب يظل ضرورياً لمنع مزيد من التدهور، وضمان السلامة النووية على المدى الطويل في موقع تشيرنوبيل».

دعوات لإجراءات عاجلة وتحديثات تقنية

وحثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تنفيذ إصلاحات عاجلة للمأوى الواقي، تشمل تحسين أنظمة التحكم في الرطوبة، وتعزيز مراقبة التآكل باستخدام تقنيات متقدمة، إلى جانب تطوير نظام آلي عالي الكفاءة للسيطرة على بقايا المفاعل المشع.

تأثير الصراع على البنية التحتية النووية

وتعد القبة المتضررة أحدث حلقة في سلسلة من المشكلات التي واجهت منشآت تشيرنوبيل منذ سبتمبر الماضي، في ظل تأثر البنية التحتية للطاقة بالصراع العسكري الدائر، خاصة المحطات الفرعية المرتبطة بتغذية الموقع بالكهرباء.

المحطات الفرعية عنصر حاسم للأمان النووي

وأكد جروسي أن المحطات الفرعية تمثل عنصراً لا غنى عنه لأمن وسلامة الطاقة النووية، كونها توفر الكهرباء اللازمة لتبريد المفاعلات وتشغيل أنظمة السلامة الحيوية.

إصلاحات إضافية بدعم أوروبي في 2026

وأشار إلى أنه من المقرر، وبدعم من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، تنفيذ إصلاحات مؤقتة إضافية في موقع تشيرنوبيل خلال عام 2026، بهدف إعادة تعزيز وظيفة الاحتواء في المأوى الواقي، تمهيداً للترميم الكامل بعد انتهاء النزاع.

التزام دولي باستعادة السلامة النووية

واختتم جروسي بالتأكيد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تحتفظ بفريق دائم في الموقع، ستواصل تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لاستعادة السلامة والأمن النوويين بشكل كامل في موقع تشيرنوبيل.

قد يهمك