مع تصاعد التوترات الأمنية في ولاية شمال كردفان، أكد الوالي عبد الخالق عبد اللطيف أن الأوضاع في مدينة الأبيض مستقرة وآمنة، رغم تقارير محلية تحدثت عن اشتباكات مسلحة في جنوب المدينة، مما يبرز تفاوتاً بين الموقف الرسمي والمخاوف المتزايدة لدى السكان من احتمال امتداد النزاع إلى داخل المدينة الحيوية.
وخلال جولة تفقدية في سوق الأبيض، شدد الوالي على أن الأوضاع داخل المدينة مستقرة، داعياً المواطنين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات التي وصفها بأنها “تُروّج من قبل قوات الدعم السريع وأعوانها”.
وأضاف أن الأبيض ستظل محروسة بقواتها المسلحة والمساندة، وبفضل تلاحم سكانها، مشيراً إلى أن الحياة اليومية تسير بشكل طبيعي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
ذكرت مصادر صحفية محلية أن والي شمال كردفان وعدداً من أعضاء حكومته غادروا الأبيض متجهين إلى مدينة كوستي، وهو ما أثار تساؤلات حول حقيقة الوضع الأمني داخل المدينة ومحيطها.
وفي تناقض مع التصريحات الرسمية، أفادت صحيفة إدراك بوقوع اشتباكات مسلحة في حي الصالحين جنوبي الأبيض، يُرجح أنها بين قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة المتمركزة في أطراف المدينة، هذه التطورات أثارت قلقاً واسعاً بين السكان، وسط غياب مؤشرات على تهدئة ميدانية، وتنامي مخاوف من احتمال تصعيد عسكري جديد.
كما أشارت المصادر إلى أن القوة المشتركة انسحبت مساء الإثنين من مواقع متقدمة في منطقتي البانجديد وأم عردة، بعد أن كانت متمركزة في أحياء شيكان وود عكيفة والباغة، ما يعكس تغيراً في التموضع العسكري داخل المدينة، ويثير تساؤلات حول مدى جاهزية القوات النظامية لمواجهة أي تحرك محتمل من قوات الدعم السريع.
تُعد مدينة الأبيض من أهم المراكز التجارية والعسكرية في إقليم كردفان، وقد شهدت خلال الأسابيع الماضية توتراً متزايداً على خلفية الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات متاخمة.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد داخل الأبيض قد يشكل تحولاً خطيراً في مسار النزاع نحو عمق الإقليم، خصوصاً مع تداخل مناطق تمركز القوات داخل الأحياء السكنية.
