يتجه السودان إلى تعزيز شراكته مع إريتريا، في ظل عزلة دولية متزايدة وتحديات أمنية معقدة، لتأمين سواحله على البحر الأحمر. الخطوة تعكس بحث الخرطوم عن حلفاء إقليميين بعد تراجع الدعم الدولي وتنامي المخاطر المرتبطة بالحرب الداخلية والتهديدات الخارجية.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى أسمرا مثّلت إشارة واضحة على هذا التوجه، حيث أعلن الجانبان التزامهما بتنسيق المواقف في المحافل الدولية، والعمل المشترك من أجل عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، مع تأكيد الرئيس أسياس أفورقي دعمه لوحدة السودان واستقراره.
على الصعيد الأمني، كشفت تقارير عن وجود معسكرات تدريب للجيش السوداني داخل الأراضي الإريترية، في مؤشر على انتقال العلاقة بين البلدين من التعاون السياسي إلى الشراكة العسكرية المباشرة، لمواجهة التهديدات العابرة للحدود وتصاعد نشاط الجماعات المسلحة.
اتفق الطرفان اقتصاديًا، على إطلاق مشاريع مشتركة تشمل مصايد أسماك ومصافي ذهب ونفط واستثمارات في قطاع التعدين، إضافة إلى تفعيل لجان ثنائية لمتابعة التنفيذ، ما يعكس توجها نحو بناء شراكة طويلة الأمد تتجاوز الملف الأمني.
ويرى محللون أن هذا التحالف السوداني الإريتري يأتي أيضًا في إطار موازنة الضغوط الإثيوبية حول البحر الأحمر وسد النهضة، غير أن مستقبل هذه الشراكة قد يتأثر بملف المعارضة الإريترية في السودان والضغوط الإقليمية، وهو ما قد يفتح الباب أمام تعقيدات سياسية وإنسانية في المرحلة المقبلة.