بث تجريبي

مجزرة جديدة في الفاشر: 60 قتيلاً بغارة مسيّرة وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور بالسودان، مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 60 شخصًا على الأقل، بعد غارة بطائرة مسيّرة استهدفت مركزًا لإيواء النازحين مساء الخميس، في أحدث حلقات الصراع الدموي الذي يمزق البلاد منذ أكثر من عام ونصف.

وبحسب مصادر طبية وشهود عيان، فإن المسيّرات التابعة لميليشيات الدعم السريع قصفت المخيم المكتظ بالمدنيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، في ظل صعوبة وصول فرق الإسعاف بسبب استمرار القصف.

وجاء هذا الهجوم بعد يوم واحد فقط من قصف مستشفى الفاشر على يد ميليشيات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 17 آخرين، بينهم طبيبة وعدد من الكوادر الطبية، وهو ما أثار إدانات واسعة من المنظمات الإنسانية.

أحد الأطباء في مستشفى الفاشر التعليمي وصف الوضع بأنه "كارثي بكل المقاييس"، مؤكدًا أن المستشفيات تعمل بأقل من 30% من طاقتها، وتعاني من نقص حاد في الوقود والمستلزمات الطبية، إلى جانب انقطاع متكرر للكهرباء والاتصالات.

الأمم المتحدة: الوضع يخرج عن السيطرة
من جانبها، أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان عن "قلق بالغ" إزاء الأوضاع في دارفور، مؤكدة أن الفاشر باتت "معزولة تمامًا عن العالم الخارجي"، وأن آلاف المدنيين يواجهون خطر الجوع والمرض، في ظل تعذر إدخال شحنات الإغاثة بسبب إغلاق الطرق واستمرار القتال.

وتسعى الأمم المتحدة إلى إنشاء ممرات إنسانية آمنة بالتنسيق مع الأطراف المتحاربة، إلا أن تنفيذ ذلك ما يزال غير ممكن.

كارثة إنسانية وشيكة
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، قُتل أكثر من 120 من العاملين في المجال الإنساني، ما يجعل السودان واحدًا من أخطر مناطق النزاعات على حياة الإغاثيين. كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان وخارجه، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

ويرى محللون أن استمرار استهداف المناطق المدنية قد يؤدي إلى انهيار ما تبقى من البنية الإدارية في شمال دارفور، ويطلق شرارة كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وتشير مصادر حقوقية إلى أن الفاشر تحولت إلى "بؤرة اشتعال" رئيسية، حيث تسعى ميليشيات الدعم السريع للسيطرة عليها بالكامل، في وقت يواصل فيه الجيش السوداني الدفاع عن آخر معاقله في الإقليم.

ويأتي هذا التصعيد الدامي وسط عجز دولي متزايد عن فرض هدنة أو التوصل إلى تسوية سياسية، رغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والسعودية والولايات المتحدة.

قد يهمك