بث تجريبي

كوريا الشمالية تكشف عن صاروخ عابر للقارات “هواسونج-20” بقدرات نووية متعددة وتصعيد استراتيجي جديد

كشفت كوريا الشمالية عن أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات خلال عرض عسكري ضخم أُقيم أمس الجمعة بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الحاكم، وذلك بحضور زعيم البلاد كيم جونج أون وكبار الضيوف الدوليين.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم السبت، بأن العرض شهد الظهور الأول لصاروخ “هواسونج-20”، الذي تصفه بيونج يانج بأنه أقوى منظومة سلاح نووي إستراتيجي في البلاد، وقادر نظريًا على بلوغ كامل الأراضي الأمريكية.

وحضر العرض وفود رفيعة من الصين وروسيا وفيتنام، من بينهم رئيس الحكومة الصينية لي تشيانج، والرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف، ورئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام.

مواصفات هواسونج-20:

  • صاروخ باليستي عابر للقارات قيد التطوير ولم يدخل الخدمة التشغيلية بعد.

  • يعمل بالوقود الصلب بما يمنحه سرعة إطلاق أكبر وتحركًا أسهل مقارنة بالوقود السائل.

  • يعتمد على محرك جديد مصنوع من مواد مركبة من ألياف الكربون.

  • قوة دفع المحرك تفوق بنحو 40٪ الإصدارات السابقة مثل “هواسونج-18”.

  • مصمم لحمل رؤوس نووية متعددة قابلة للاستهداف المستقل (MIRVs)، ما يزيد من صعوبة التصدي له.

ويرى محللون أن المنظومة الجديدة تشير إلى تطورات مهمة في أنظمة التوجيه، والدقة، وآليات الإطلاق، وهو ما يعزز القدرة على توجيه ضربات مفاجئة وسريعة. ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء في مدى جاهزية الرأس الحربي لتحمل حرارة العودة للغلاف الجوي، ودقة إصابة الأهداف في المرحلة النهائية.

وأشار الخبير الأمريكي أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إلى أن “هواسونج-20” يمثل ذروة طموحات كوريا الشمالية في تطوير وسائل إيصال الأسلحة النووية لمسافات بعيدة، متوقعًا اختباره قبل نهاية العام، رغم وجود تساؤلات تقنية لم تُحسم بعد.

سياق سياسي وعسكري أوسع:

يأتي الكشف عن الصاروخ بعد زيارة كيم جونج أون إلى بكين الشهر الماضي، حيث ظهر إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما عُدّ مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا وعاملًا محفزًا لاستمرار تطوير البرامج الصاروخية والنووية.

ومنذ ذلك الحين، تحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن أنظمة أسلحة جديدة أو مطوّرة، من بينها “هواسونج-11 ما” المزود برأس فرط صوتي قابل للمناورة. ويعتمد هذا الطراز على تصميم يشبه الصواريخ الروسية «إسكندر»، مع قدرة على الطيران بمسار غير منتظم يصعّب اعتراضه، وسرعة تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت.

وكان آخر اختبار لمنظومة رأس فرط صوتي في يناير 2024 باستخدام صاروخ يعمل بالوقود الصلب، وهو ما يمنح هذه الأسلحة قدرة أعلى على الحركة والإطلاق السريع، ويُربك أنظمة الدفاع الصاروخي.

ووفق تقارير كورية شمالية رسمية، فإن محرك “هواسونج-20” سيُستخدم أيضًا في صاروخ “هواسونج-19” العابر للقارات الذي أُجريت له اختبارات جوية مسبقة، ويُعتقد أن مداه يشمل كامل الأراضي الأمريكية.

بهذا الاستعراض العسكري، تؤكد بيونج يانج استمرار المضي في تعزيز قدراتها النووية والصاروخية، في رسالة ردع واضحة للولايات المتحدة وحلفائها، رغم الشكوك الدولية حول القدرات التشغيلية الفعلية لتلك الأنظمة.

قد يهمك