شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم السبت 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025 تصعيداً عسكرياً خطيراً، حيث أفاد شهود عيان أن قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً استهدف مركز دار الأرقم للإيواء داخل مخيم زمزم للنازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
قال المتحدث باسم مخيم زمزم، محمد خميس دودة، إن الهجوم أصاب ملجأً كان يضم نازحين فرّوا من هجمات سابقة على مخيم أبو شوك، مشيراً إلى أن الحصيلة الأولية تشير إلى تأثر نحو 30 شخصاً، فيما لا تزال النيران مشتعلة في الموقع.
وأضاف أن القصف ترافق مع حالة ذعر كبيرة بين سكان الفاشر، خاصة بعد أن طال الملاجئ الإنسانية التي يفترض أنها محمية بالقانون الدولي.
وأوضح دودة أن الهجوم لم يقتصر على القصف المدفعي، بل تزامن مع غارات شنتها طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مناطق متفرقة من الفاشر.
وأكد أن هذه الهجمات تأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة على المرافق المدنية في المدينة، ما يفاقم معاناة النازحين ويدفع بموجات نزوح جديدة داخل دارفور.
وكان مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تُرك قد أعرب يوم الجمعة عن قلق بالغ إزاء ما وصفه بـ"الاستهتار المتكرر" من قبل قوات الدعم السريع بحياة المدنيين في الفاشر.
وأشار إلى أن الفترة بين 4 و6 أكتوبر شهدت مقتل 60 مدنياً وإصابة 53 آخرين، متهماً القوات المهاجمة بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني من خلال استهداف الملاجئ والمستشفيات.
أكد تُرك أن استمرار قوات الدعم السريع في استهداف المدنيين والمرافق الإنسانية يعكس "تجاهلاً ممنهجاً" للالتزامات القانونية الدولية، محذراً من أن هذه الهجمات قد تقوض أي جهود إنسانية أو سياسية تهدف إلى احتواء الأزمة في دارفور.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية السكان المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.