في مدينة فيرارا الإيطالية العريقة، منح مهرجان Internazionale 2025 مساحة خاصة للأزمة السودانية، في خطوة لافتة ضمن الفعاليات الثقافية الأوروبية، تحت عنوان "السودان: الحرب المنسية في قلب إفريقيا" اجتمع صحافيون ومخرجون وعاملون إنسانيون لمناقشة واقع بلدٍ تعصف به الانفجارات والتهجير، كما وصفت الصحفية الإيطالية إيرين بانوزو.
خلال جلسة حملت اسم "السودان: الأزمة الكبرى المنسية" كشف المشاركون عن أرقام مأساوية، أكثر من 150 ألف وفاة مباشرة، ونحو 500 ألف وفاة غير مباشرة.12 مليون نازح داخليًا وخارجيًا، 30 مليون شخص بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية عاجلة.
شددت بانوزو على أن هذه الأرقام لا تترجم حجم الألم الحقيقي، الذي يتجسد في المخيمات الموحلة ووجوه النساء والأطفال، وفي شهادات ضحايا الانتهاكات التي تحدث في صمت.
أشار فيتوريو أوبيزي، رئيس برامج منظمة أطباء بلا حدود في السودان، إلى أن خمس مناطق سودانية تواجه شبح المجاعة، فيما تعمل المستشفيات الحدودية في مدينة أدري التشادية فوق طاقتها لإنقاذ الأرواح وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
غرضت المخرجة الإيطالية فرانشيسكا مانوتشي مشاهد من فيلمها الوثائقي الجديد عن السودان، مؤكدة أن التوثيق ليس مجرد تسجيل للأحداث بل فعل مقاومة ضد النسيان، ومحاولة لإعادة الاعتبار للأصوات المهمشة في خضم الصراع.
أزضحت مديرة المهرجان كيارا نيلسن أن اختيار السودان لم يكن عابرًا، بل نابعًا من توجه المهرجان للبحث عن القصص الغائبة عن الإعلام الدولي.
وأكدت أن شعار الدورة التاسعة عشرة، "السلام في المركز"، يعكس دعوة لإعادة النظام لعالم يزداد اضطرابًا، مستلهمًا رمزية زهرة في فوهة بندقية من ستينيات القرن الماضي.
في ختام الجلسة، وجّه المشاركون دعوة إلى وسائل الإعلام الدولية لكسر الصمت حول السودان، معتبرين أن تجاهل هذه المأساة المستمرة هو شكل من أشكال التواطؤ مع المعاناة، ومؤكدين أن واجب الصحافة لا يقتصر على تغطية الأزمات البارزة بل يشمل أيضًا الأزمات المنسية.
منذ اندلاع الصراع في السودان عام 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعيش البلد واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم. ومع تراجع التغطية الإعلامية الدولية، أصبحت معاناة ملايين السودانيين غائبة عن المشهد العالمي، ما دفع فعاليات ثقافية مثل مهرجان فيرارا إلى تخصيص مساحة لإعادة طرح القضية على الأجندة الدولية.
أصداء المرأة
أصداء المرأة