سلّمت حركة حماس مساء الجمعة ردّها إلى الوسطاء، بعد ساعات من إنذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الترجيحات لا تزال غامضة حول تفاصيل هذا الرد وما إذا كان يتضمّن مقترحات لتعديل البنود المطروحة.
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الحركة أرسلت ردّها عقب إنذار ترامب، من دون الكشف عن محتويات الرسالة. من جانبها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر عربية مشاركة في محادثات الوساطة أن حماس تطلب توضيحات حول جدول انسحاب القوات الإسرائيلية، وأنها مستعدة لتسليم ما وصفتها بـ«الأسلحة الهجومية» إلى مصر والأمم المتحدة، مُصرّة في الوقت ذاته على الاحتفاظ بأنظمة تعتبرها «دفاعية».
وكان ترامب قد حدّد مهلة حتى مساء الأحد لقبول الخطة، وحذّر من «عواقب وخيمة» في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وطالب الرئيس الأمريكي بإجابة واضحة بنعم أو لا، وليس بصيغ مترددة مثل «نعم، لكن...»، بحسب ما نقل عن تغريداته وتصريحات البيت الأبيض.
تجدر الإشارة إلى أن جهود الوساطة تشمل ممثلين عن قطر ومصر وتركيا إلى جانب الولايات المتحدة. ووفقًا لمصادر الصحيفة الأمريكية، أبلغت قيادات حماس في الدوحة الوسطاء بأنها تميل إلى الموافقة لكن مع تعديلات، في ظل وجود اختلافات داخل القيادة نفسها تُصعّب صياغة موقف نهائي موحّد.
أشارت التقارير إلى أن أبرز نقاط الخلاف التي قد تطالب الحركة بتعديلها تتعلّق ببند نزع السلاح، مواعيد وسيناريوهات الانسحاب الإسرائيلي، ومدة وجدولية الإفراج عن الأسرى الـ48. ورفضت حماس، بحسب المصادر، مطلبًا بتمكين الإفراج عن هؤلاء الأسرى خلال 72 ساعة اعتبارًا من تطبيق الخطة، لاعتبارات عملية تتعلّق بوجود فصائل أخرى تحتجز بعض الرهائن.
فيما يخص بند الأسلحة، تقول المصادر إن حماس قد توافق على نقل «الأسلحة الهجومية» إلى مخازن بمصر والأمم المتحدة، لكنها تُبقي على ما تعتبره «أنظمة دفاعية» لدى جناحها العسكري — وهو ما يفتح جدلاً حول تعريف كل طرف لما يُصنّف دفاعيًا أو هجوميًا. كما طلبت الحركة توضيحات إضافية حول طبيعة القوة الدولية المقترحة وتفويضها وخطط انتشارها في القطاع.
حتى الآن لم تُصدر حركة حماس بيانًا رسميًا يوضّح موقفها علنًا، وبقي كبار قادتها لم يعلقوا منذ تغريدات إنذار ترامب، فيما تستمر الاتصالات والوساطات بين الأطراف سعياً لصياغة اتفاق نهائي.