قُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وأصيب آخرون في موجة هجمات روسية جديدة استهدفت عدة مناطق داخل أوكرانيا، في تصعيد لافت يندرج ضمن استراتيجية موسكو لتكثيف الضغط العسكري على كييف مع دخول الحرب مرحلة أكثر تعقيداً.
وقالت السلطات الأوكرانية إن الضربات تركزت على منشآت للطاقة ومبانٍ سكنية ومرافق خدمية، ما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء في بعض المناطق وعرقلة شبكات النقل. وتحدثت فرق الطوارئ عن حرائق كبيرة وانهيار أجزاء من مبانٍ متضررة نتيجة القصف.
على مدار الأشهر الأخيرة، كثّفت القوات الروسية استهدافها لمحطات الكهرباء وأنظمة التدفئة ومخازن الإمدادات، في محاولة لإضعاف قدرة أوكرانيا على الصمود خلال الشتاء. وترى كييف أن هذا النهج يشكّل “حرباً على المدنيين” عبر ضرب الاحتياجات الحيوية للسكان.
وفي أعقاب الهجمات، أعلنت القيادة الأوكرانية أنها تعمل على تعزيز دفاعاتها الجوية، مطالبة الشركاء الغربيين بتسريع توريد أنظمة دفاع متقدمة وذخائر، خصوصاً مع توسّع نطاق الهجمات الروسية التي باتت تشمل مناطق كانت بعيدة نسبياً عن خط الجبهة.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن ضرباتها تستهدف “مواقع عسكرية وبنى لوجستية تستخدمها القوات الأوكرانية”، بينما تتهم أوكرانيا موسكو بتنفيذ هجمات عشوائية تؤدي إلى سقوط مدنيين في كل مرة يتم فيها استهداف المدن الكبرى.
منذ اندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية في فبراير 2022، تزايدت الضربات على المدن الأوكرانية، خصوصاً خلال فصول الشتاء، بهدف ضرب منظومة الطاقة. وأدت الهجمات السابقة إلى حرمان ملايين السكان من الكهرباء والتدفئة فترات طويلة، كما دفعت كييف إلى إطلاق برامج حماية طارئة لمواجهة نقص الطاقة.
وتأتي الهجمات الأخيرة في ظل تبادل ضربات بين موسكو وكييف وتصعيد على الجبهات الشرقية والجنوبية، فيما تستمر الجهود الدولية لإحياء مسار المفاوضات دون نتائج ملموسة حتى الآن.