في حوار خاص مع موقع المبادرة، تحدث المحلل السياسي نيازي حامد مطولاً عن مكانة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في الوجدان الكردي، معتبراً أن الشعارات التي يرددها الشعب مثل "لا حياة بلا القائد" ليست مجرد كلمات، بل تعبير عن التزام بفكر ومشروع عملي يواجه الفاشية ويمنح الأمل في الحرية، وفقاً له.
وأكد حامد أن الفارق الجوهري بين شعارات التمجيد للديكتاتوريين في المنطقة وبين ما يردده الكرد يكمن في أن الأخير نابع من وعي وإرادة، مشدداً على أن حرية أوجلان الجسدية لا تنفصل عن حرية المجتمع الكردي، وأن فلسفته تجاوزت حدود كردستان لتصبح إرثاً إنسانياً عالمياً.
إلى نص الحوار:
*كثيرون يرددون شعار "لا حياة بلا القائد" .. كيف تفسر هذا الشعار؟
- هذه ليست مجرد كلمات، بل حقيقة عملية. الشعب الكردي يرددها لأنه يرى في فكر أوجلان مشروعاً للحياة، لا تمجيداً لجسد أو شخص. بخلاف شعارات "عاش الرئيس" التي فرضها القمع في سوريا والعراق، هذا الشعار يعبر عن التزام بإرادة ووعي لمواجهة الفاشية.
*هناك من يقارن هذه الشعارات بفترات كان يقال ذ لك لشخصيات مثل صدام حسين وحافظ الأسد. ما تعليقك؟
- الفرق كبير. تلك الشعارات كانت أدوات لتثبيت سلطة ديكتاتورية. أما هنا، فالأمر يتعلق بمشروع وفكر يقاوم الاستعمار ويدافع عن وجود شعب مهدد بالإبادة. أوجلان ظهر في غياب اسم الكرد وإنكار وجودهم، وصنع من العدم إنجازاً عظيماً. ومن اليأس خلق أملاً، ومن العجز أوجد حلاً. هو أول من حدد العدو الحقيقي، سواء الخارجي أو الداخلي في الشخصية الكردية، ووضع خريطة طريق لحل قضية عمرها مئات السنين.
*كيف تنظر إلى علاقة حرية أوجلان الجسدية لأوجلان بحرية المجتمع؟
- أوجلان نفسه أكد أن حريته الجسدية ليست ذات أولوية على حرية المجتمع. لكن الشعب يرى أن نجاح مشروع الحل وبناء مجتمع حر مرتبط بخروج أوجلان من السجن. الحرية هنا مترابطة بشكل ديالكتيكي بين القائد والمجتمع.
*هل تجاوز فكر أوجلان حدود كردستان؟
- بالتأكيد. كتبه تُرجمت للغات عالمية، وتُدرس في جامعات بأمريكا اللاتينية واليابان وأوروبا. هناك مفكرون يرون في فلسفته أساساً لبناء نظام بديل في ظل انسداد أفق النظام العالمي الحالي. أوجلان ليس ملكاً للكرد وحدهم، بل إرث للإنسانية جمعاء.
*ما رسالتك في مواجهة من يقللون من قيمة هذا الفكر؟
- من ينكر قيم أوجلان أخطر من المرتزقة. أوجلان ليس جسداً، بل فكر وفلسفة خلقت حياة من العدم. بدون هذا الفكر، ما كان للشعب الكردي أن يصمد يوماً واحداً أمام الفاشية المدعومة من الناتو. لذلك نقول بثقة: لا حياة بلا القائد، ولا حياة بلا مشروعه.