وضعت الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، جدولًا زمنيًا واضحًا يهدف إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة في السودان، وذلك في إطار مساعيها لإنهاء الحرب المستمرة ودفع الأطراف المتصارعة نحو عملية سياسية شاملة.
أكدت مصادر دبلوماسية أن الخطة الجديدة للرباعية الدولية تركز على خطوات عملية، أبرزها وقف إطلاق النار تدريجيًا، وإطلاق حوار بين القوى المدنية، وصولًا إلى صياغة ميثاق سياسي يمهّد لتشكيل حكومة مدنية مستقلة تدير المرحلة الانتقالية، مع ضمان مشاركة أوسع للمجتمع السوداني.
اعتبر محللون سياسيون أن تحديد جدول زمني خطوة مهمة تعكس جدية المجتمع الدولي في معالجة الأزمة السودانية، لكنهم أشاروا إلى أن التحديات على الأرض لا تزال معقدة، خاصة في ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتعدد القوى المحلية والإقليمية المتداخلة في المشهد.
رأى بعض الخبراء أن نجاح المبادرة مرهون بمدى التزام الأطراف السودانية بوقف إطلاق النار، مؤكدين أن أي تلكؤ أو تصعيد عسكري سيُفشل الخطة تمامًا. وأضافوا أن الضغوط الدولية قد تكون كافية لدفع المتحاربين إلى الطاولة، لكن الضمانات ما زالت غامضة.
شدد محللون آخرون على أن إشراك القوى المدنية السودانية في العملية السياسية أمر لا غنى عنه، محذرين من أن الاقتصار على اتفاقات بين القوى العسكرية سيعيد إنتاج الأزمة. وأكدوا أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة يتطلب توافقًا واسعًا يضمن تمثيل القوى الديمقراطية والحركات الشبابية ولجان المقاومة.
خلصت معظم التعليقات إلى أن مبادرة الرباعية الدولية قد تفتح نافذة أمل أمام السودانيين، لكن نجاحها سيتوقف على قدرة المجتمع الدولي على متابعة التنفيذ ميدانيًا، وفرض التزامات واضحة على الأطراف، بما يحول الجدول الزمني من مجرد خطة دبلوماسية إلى واقع ملموس.