وسط توترات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وحكومة دمشق الانتقالية؛ جراء الهجمات التي تشنها قوات تابعة للأخيرة على بعض مناطق شمال وشرق سوريا، دعا الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية إلى ضرورة أن يكون لدى السوريين مشروعاً وطنياً يشمل جميع المكونات، فلا بديل عن ذلك، بحسب تصريحه.
وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، في تصريح لـ"المبادرة"، إن المستقبل السوري من الممكن أن يكون أفضل في حالة واحدة، وهي وجود مشروع سوري واحد يتوافق عليه الجميع، بما في ذلك كل الأطياف والمكونات السورية، مضيفاً أنه "بالتالي فمسألة قيام حكومة الشرع بهجمات باتجاه مناطق شمال وشرق سوريا أو قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو ضد الكرد مرة، ومن قبل ضد العلويين والدروز، كل هذه أمور من شأنها زعزعة الأمن القومي السوري والإضرار بمستقبل البلاد".
الحاجة إلى حل سوري سوري
وأكد في هذا السياق، أن الحل بالنسبة لسوريا يكمن في أن يكون سورياً وليس من الخارج، من خلال مشروع مستقبلي سوري يشمل جميع الأطياف، قائم على تمثيل جميع المكونات سواء في الحكومة أو السلطة التشريعية.
ولفت في هذا السياق إلى أنه قريباً ستكون هناك انتخابات لمجلس الشعب السوري، مشدداً إلى أنه عندما نتحدث عن انتخابات فلا مجال أبداً للحديث عن استبعاد بعض المكونات أو المناطق أياً كانت هي، في إشارة منه إلى قرار الحكومة الانتقالية باستبعاد 3 محافظات من إجراء الانتخابات وهم: السويداء ذات الغالية الدرزية، والرقة والحسكة حيث الغالبية الكردية.
ولفت مدير المركز العربي للدراسات السياسية إلى أن بناء المؤسسات السورية المستقبلية تعتمد بالأساس على الخبرات السياسية، معرباً عن رؤيته بأن أحمد الشرع يحتاج إلى مزيد من الخبرة، سواء من خلال نوعية المستشارين، أو إدخال بعض المكونات السياسية الوطنية، المؤمنة بالأجندة الوطنية وتابعة للدولة السورية.
موقف حرج للغاية
وقال إن سوريا في موقف حرج للغاية، وهناك ضغوط كبيرة من إسرائيل والولايات المتحدة على دمشق بشأن التقارب مع تل أبيب، كما أن الجانب الإسرائيلي يريد السيطرة على الجولان بالكامل، معتبراً أن هذا يتطلب أيضاً أن يكون هناك مشروع مستقبلي يعالج متطلبات الأمن القومي السوري.
وفي ختام تصريحاته، مع موقع "المبادرة"، شدد الدكتور محمد صادق إسماعيل على أن أمن سوريا لن يتحقق من خلال إسرائيل، ولا من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما سيتحقق من "خلال وحدة الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته".
من زوايا العالم