في أول تحرك رسمي بعد قصف العاصمة القطرية الدوحة، يعلن الأمير محمد بن سلمان توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك مع جمهورية باكستان، بعد أن خرجت القمة العربية الإسلامية بلا قرارات ولا أفعال.
زار رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف الرياض، حيث أبرم مع ولي العهد محمد بن سلمان اتفاقية من أهم بنودها:
- التنسيق الدفاعي الموس؟
- التدريبات المشتركة
- تبادل المعلومات العسكرية والاستخباراتية
- تصنيع الأسلحة
- رفع عدد جنود باكستان في المملكة العربية السعودية من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف لتأمين بعض المواقع الاستراتيجية
ويعد أهم بند في الاتفاقية هو الرد المشترك على أي عدوان على البلدين.
هنا نتحدث عن باكستان، الدولة النووية التي تمتلك أكثر من 170 رأساً نووياً، ويعد هذا تهديداً حقيقياً لإسرائيل لو فكرت بقصف المملكة.
أما البند الآخر المهم فينص على التدريب التكنولوجي المشترك، ولم يتم التطرق صراحة إذا تضمن التزويد ببرامج نووية أو يورانيوم مخصب.
يُقال إن السعودية هي من مولت البرنامج النووي الباكستاني منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وأشرفت على برنامج عبد القادر خان النووي.
الاقتصاد والسياسة: مصالح متبادلة
تمر باكستان بأزمة اقتصادية كبيرة ونسب تضخم مرتفعة.
فقد أُعلن سابقاً عن ضخ خمسة مليارات دولار من السعودية، وأي دعم جديد يتأتى من الاتفاقيات والتحالفات سينقذها من أزمتها.
أما السعودية فتعتبر باكستان النووية درعاً ضد إسرائيل. فبعد قصف الدوحة، لا أمان ولا مأمن حتى من كانت أمريكا حليفتها وشريكها في المشاريع الكبرى.
فقد ورد في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن محمد بن سلمان بعث برسائل مهمة بها الاتفاق إلى ترامب ونتنياهو والصين:
- لترامب:
لا ضمانات أمنية في الخليج رغم الاتفاقيات الاقتصادية الضخمة والتحويلات الكبيرة والتحالفات السياسية القديمة.
- لنتنياهو:
السعودية أبرمت اتفاقاً مع دولة نووية، لذلك يجب التفكير قبل إلحاق الأذى بها، فأي مواجهة هي فتح نار على إسرائيل وربما يتحول الموضوع إلى مواجهة نووية.
- للصين:
التي تعد أكبر داعم لباكستان، ورأينا كيف تفوقت الصواريخ الصينية التي هاجمت بها الهند على الطائرات الفرنسية. التعاون الباكستاني ربما يكون فتحاً لآفاق صينية.
موازاة ذلك، عقد اليوم في الدوحة اجتماع لمجلس الدفاع الخليجي المشترك، الذي أصدر اتفاقيات استخباراتية للمعلوماتية وأنظمة دفاع مشترك والتصدي والإنذار المبكر.
كل هذا يقودنا إلى أن المنطقة تتشكل من جديد.
اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك السعودية-الباكستانية مهمة توقيتاً وثقلاً، ولكن إلى متى يعول العربي على غيره في الدفاع عنه؟
ألم يحن الوقت لاستقطاب الكفاءات العلمية العربية التي تزخر بها كبرى الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية لأكاديميات عربية عالية، والاستثمار في العقل والتكنولوجيا للتهيؤ للحروب السيبرانية والبيولوجية القادمة؟.