حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أن نحو 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية الحاد خلال العام الجاري في مختلف أنحاء السودان.
وأوضحت أن نحو 770 ألف طفل منهم يواجهون أخطر أشكال المرض، وهو سوء التغذية الحاد الوخيم، في مناطق يصعب الوصول إليها مثل مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام بولاية شمال دارفور، إضافة إلى جبال النوبة ومناطق أخرى مهددة بالمجاعة.
وأشارت المنظمة إلى أن مسوحات التغذية أظهرت أن سوء التغذية الحاد تجاوز عتبة الطوارئ في 80% من المناطق التي خضعت للدراسة، وهو ما وصفته بـ "حقيقة كارثية".
وقالت إيفا هندز، رئيسة قسم المناصرة والاتصال في مكتب يونيسيف بالسودان، إن أكثر من 1.3 مليون طفل معرضون للخطر، مع تسجيل توقعات بإصابة نحو 683 ألف طفل بسوء التغذية الحاد.
أكدت يونيسيف أن الصعوبات الأمنية وتضرر البنية التحتية والإجراءات البيروقراطية لا تزال تعيق قدرتها على الوصول إلى المحتاجين على النطاق المطلوب. وأضافت هندز: "كل يوم تأخير في وصول المساعدات يكلف أرواحًا".
وأوضحت أن المنظمة نجحت بين يناير وأغسطس الماضيين في الوصول إلى 3.8 مليون طفل عبر فحوصات التغذية، وقدمت العلاج المنقذ للحياة لأكثر من 374 ألف طفل، إلى جانب توزيع ملايين الجرعات من لقاح الكوليرا الفموي.
كشفت يونيسيف أن 62% من التمويل المطلوب حتى نهاية يونيو 2025 لم يتم تلبيته، ما يهدد ملايين الأطفال بفقدان خدمات أساسية في مجالات التغذية والصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية.
يأتي هذا التحذير في ظل استمرار الحرب المدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي أدت إلى انهيار واسع للبنية التحتية ونزوح ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا. كما أسفرت الحرب عن أزمات إنسانية متفاقمة، أبرزها انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض الوبائية، وسط تحذيرات متكررة من المنظمات الدولية من خطر المجاعة.
رغم هذه التحديات، شددت يونيسيف على أنها "ستواصل تقديم الدعم لكل طفل في السودان"، داعية المجتمع الدولي إلى توفير تمويل عاجل وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان واستمرار.