وصلت خمس منظمات دولية إلى قرية ترسين بمنطقة جبل مرة، عقب كارثة انزلاق أرضي مدمّر خلّف قتلى ومفقودين وخسائر واسعة في الممتلكات والثروة الحيوانية.
وجاءت الزيارة في إطار جهود إنسانية لتقييم الوضع العام، والمشاركة في البحث عن الضحايا تحت الأنقاض، إضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة للسكان المتضررين.
أوضح محمد عبد الرحمن الناير، الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، أن الوفود واجهت صعوبات كبيرة خلال رحلتها إلى ترسين، إذ استغرقت ساعات طويلة عبر طرق وعرة وسط أمطار غزيرة أعاقت الحركة.
وأضاف أن هذه المنظمات قدمت مساعدات أولية للنازحين من القرى المجاورة، شملت مشمعات ومواد إيواء أساسية.
تكوّنت الوفود من منظمة رعاية الأطفال البريطانية، منظمة الإغاثة العالمية، المجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة التضامن الفرنسية، والفيالق الطبية الأميركية.
وفق تصريحات سابقة عن الناير، تمكنت فرق محلية من انتشال نحو 100 جثة من تحت الأنقاض بعد الانهيار الذي نتج عن الأمطار الغزيرة.
وتقع قرية ترسين ضمن نطاق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتدار عبر ما يعرف بـ”السلطة المدنية في الأراضي المحررة” برئاسة مجيب الرحمن الزبير، في ظل غياب مؤسسات الدولة الرسمية.
أكد الناير أن الحركة تلقت اتصالات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمة الإيقاد، أبدت خلالها استعدادها لتقديم دعم إنساني للمتضررين من الكارثة.
في بيان للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين، جرى التأكيد على وصول فريق طوارئ من منظمة رعاية الطفولة إلى ترسين بعد رحلة استغرقت ثماني ساعات على ظهور الحمير.
ونشر الفريق "عيادات متنقلة" لتقديم خدمات طبية عاجلة، ووزّع مياه شرب ومستلزمات وقائية على الأسر المتضررة.
كما بدأت الوكالات الإنسانية إجراء تقييم مشترك للاحتياجات، بالتزامن مع استعداد شركاء الأمم المتحدة لتوفير المزيد من الإمدادات، في حين تواصل المجتمعات المحلية لعب دور رئيسي في جهود الإغاثة والتعافي.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة السودانية أن الانزلاق الأرضي أسفر عن وفاة شخصين فقط، إضافة إلى خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وتدمير نحو 500 شجرة برتقال، وهو ما يتناقض مع أرقام محلية تحدثت عن عشرات الضحايا
كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الانهيار الأرضي الذي وقع في 28 أغسطس لم يكن حادثًا عشوائيًا، بل نتيجة تغيرات مناخية حادة.
وأوضحت أن الأقمار الصناعية أظهرت ثلاثة عوامل رئيسية هطول أمطار استثنائية تجاوزت نصف المعدلات القياسية، وتشبع التربة بالمياه بعد موسم مطير وأمطار تراكمية، وتمركز الهطول الكثيف مباشرة فوق جبل مرة.
وأكدت الهيئة أن الحادثة مؤشر على التحولات المناخية التي تضرب المنطقة، داعية إلى تطوير أنظمة إنذار مبكر، وربطها بالدفاع المدني والمجتمعات المحلية، إضافة إلى إعداد خرائط دقيقة لمخاطر الانهيارات والفيضانات في جبل مرة وجبال النوبة، وتحويل البيانات المناخية إلى إجراءات عملية تقلل الأضرار مستقبلًا.