بث تجريبي

27 نوفمبر ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني .. أهم التحولات

تحل اليوم 27 نوفمبر ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني، إحدى أبرز الحركات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وقد انطلق الحزب عام 1978 بقيادة عبدالله أوجلان، متبنياً مشروعاً قومياً ثم فكرياً هدفه الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ومواجهة سياسات القمع والتهميش التي عانى منها لعقود طويلة في تركيا ومناطق أخرى من المنطقة.

السياق العام

جاء تأسيس الحزب في ظل بيئة سياسية مضطربة اتسمت بالانقلابات العسكرية وصعود التيارات اليسارية والقومية، ما جعل الحزب يتبنّى منذ البداية خطاباً يجمع بين الهوية القومية والطابع الثوري.

ومع بداية الثمانينيات، انتقل الحزب إلى مرحلة العمل المسلح الذي استمر لسنوات طويلة، مكرساً نفسه كقوة تنظيمية شديدة التأثير رغم الكلفة الكبيرة للنزاع على الطرفين.

تحولات استراتيجية

وعلى مر العقود، شهد الحزب تحولات جوهرية في استراتيجيته وفكره السياسي، وخصوصاً بعد اعتقال أوجلان عام 1999. فقد بدأ الحزب مرحلة جديدة تقوم على مراجعات فكرية واسعة، تحولت معها بنيته التنظيمية وخطابه، ليطرح مفهوماً جديداً للحكم الذاتي الديمقراطي والكونفدرالية المجتمعية، بعيداً عن فكرة الدولة القومية التقليدية.

لكن ذكرى تأسيس الحزب هذا العام تأتي مختلفة، كون الحزب كان أعلن في مايو الماضي حل هيكله التنظيمي في إطار عملية السلام التي أطلقها زعميه ومؤسسه أوجلان تحت مسمى "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي" في 27 فبراير.

كما واصل الحزب مؤخراً إثبات نواياه الجادة في السعي نحو السلام مع الدولة التركية وذلك عندما أعلن سحب قواته من داخل الأراضي التركية وذلك قبل أسابيع.

وتمثل ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني مناسبة لاستعادة مسيرة معقدة ومتشعبة، جمعت بين الكفاح المسلح، والتحولات الفكرية، والبحث عن حلول سياسية مستدامة. كما تعكس هذه المناسبة استمرار حضور القضية الكردية، بوصفها إحدى القضايا العالقة التي لم يُحسم مصيرها بعد في الشرق الأوسط، والتي ما تزال تبحث عن إطار عادل يحقق حقوق الشعب الكردي ويحافظ في الوقت ذاته على استقرار المنطقة.

 

 

قد يهمك