أكّد القيادي الكردي مراد قره يلان أن القرار الذي اتخذه البرلمان التركي بزيارة لجنة السلام إلى جزيرة إمرالي يمثل “خطوة صائبة وضرورية” لدفع عملية السلام قدماً، مشدداً على أن أي مسار جاد للحل لا يمكن أن يتحقق دون التشاور المباشر مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، بوصفه المخاطب الأساسي للقضية.
وأوضح قره يلان أن النقاش حول زيارة اللجنة لإمرالي ليس طارئاً، بل مطروح منذ أشهر، في ظل تصاعد التحديات الإقليمية وعودة قضية العلاقة بين الشعبين الكردي والتركي إلى صدارة المشهد.
وقال إن التاريخ أثبت أن التحالف بين الكرد والأتراك كان دائماً مفتاحاً للانتصار في المراحل الحاسمة، مشيراً إلى أن اللحظة الحالية تفرض إعادة بناء هذا التحالف على أسس ديمقراطية.
وأضاف أن اللجنة البرلمانية يمكن أن تلعب دوراً مهماً، لكنها ليست صاحبة القرار النهائي، إذ تبقى الخطوات القانونية التي يجب أن يتخذها البرلمان التركي ركناً أساسياً لنجاح العملية. وأكد أن وقف إطلاق النار القائم وتشكيل اللجنة يمثلان تطورات إيجابية، لكنها لا تكفي ما لم يترافق ذلك مع إجراءات عملية.
وشدّد قره يلان على أن المرحلة المقبلة يجب أن تبدأ فوراً، قائلاً: “لقد قمنا بكل ما يلزم من جانبنا، واتخذنا خطوات أحادية لمنع تعثر العملية، لكن لا يمكن المضيّ قدماً دون خطوات قانونية واضحة”. ويشمل ذلك – وفق قوله – ضمان الحرية الجسدية لأوجلان، والاعتراف القانوني بالشعب الكردي داخل الجمهورية التركية، وسنّ قوانين للاندماج الديمقراطي تُنهي قرناً من التهميش.
وأشار إلى أن الهدف المركزي هو تأسيس شراكة تاريخية جديدة بين الكرد والأتراك والعرب وشعوب المنطقة، مؤكداً أن أوجلان يسعى لخلق إطار ديمقراطي شامل يضمن الحقوق والحريات. وختم بالتشديد على أن أي تقدم في مسار السلام يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الدولة التركية، مضيفاً: “إذا تمت هذه الخطوات، ستنتقل العملية إلى مرحلة جديدة تُمهّد لحل ديمقراطي شامل”.
من زوايا العالم