اعتبر عضو المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو، أن اللقاء الذي جرى مع القائد عبد الله أوجلان في 28 آب الماضي “جاء متأخراً جداً”، مؤكداً أن أي تأخير في العملية السياسية يحمل مخاطر كبيرة، وأن تمكين القائد من أداء دوره بحرية وفاعلية هو المدخل الأساسي لحل القضية الكردية ودمقرطة تركيا.
وقال قره سو في مقابلة مع قناة “مديا خبر” إن القائد أوجلان هو “المفاوض الرئيسي وقائد الشعب الكردي”، مشيراً إلى أن دمقرطة تركيا لا يمكن أن تتحقق دون حل القضية الكردية، وهذا الحل يتطلب التعامل مع أوجلان بجدية والاعتراف بدوره المحوري. وأضاف: “دعك من الانتظار لشهر أو حتى 15 يوماً، يجب أن يكون القائد قادراً على الالتقاء باستمرار مع القوى الديمقراطية والمثقفين والسياسيين لتحديد الطريق الأمثل للعملية”.
وأوضح قره سو أن أوجلان خلال اللقاء الأخير ركّز على ثلاثة مفاهيم رئيسية هي “السلام، المجتمع الديمقراطي، والاندماج”، مبيناً أن المقصود بالاندماج هو اندماج ديمقراطي مع الجمهورية التركية على أساس الاعتراف بوجود الشعب الكردي وهويته وحقوقه. وقال: “إذا لم يكن هناك سلام ولا مجتمع ديمقراطي، فلن يكون هناك اندماج حقيقي، بل استمرار لسياسات الإنكار والإبادة”.
وانتقد قره سو ما وصفه بـ”مماطلة السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحليفه القومي”، قائلاً إن تمديد اللقاءات لفترات طويلة يعكس عدم جدية، محذراً من أن “كل ما يُترك رهينة للزمن سيكون محفوفاً بالمخاطر”.
كما شدد على ضرورة تغيير خطاب الإعلام الموالي للحكومة التركية، ووقف وصف الحركة الكردية والقائد أوجلان بـ”الإرهاب”، معتبراً أن استمرار هذا الخطاب “خداع للرأي العام وتضليل للمجتمع”، ودعا الإعلام إلى تبني لغة إيجابية تدعم مسار الحل.
وتوقف قره سو عند ما أسماه “الممارسات المناهضة للديمقراطية” من جانب الحكومة، مثل تعيين وكلاء على البلديات والأحزاب، وإقصاء المعارضة من العملية، واصفاً ذلك بأنه “استفزاز حقيقي يقوّض فرص النجاح”. وأكد أن القضية الكردية هي قضية ديمقراطية بالأساس، ولا يمكن حلها دون مشاركة المعارضة التركية بفاعلية.
وفي سياق متصل، أشار قره سو إلى أن حركة التحرر الكردستانية أظهرت إرادتها بوقف الكفاح المسلح وحل الحزب، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب الدولة التركية التي يجب أن تتخذ خطوات ملموسة نحو الحل، وإلا فإن العملية ستفشل.
وتطرّق قره سو إلى منع “أمهات السلام” من التحدث بالكردية أمام اللجنة البرلمانية، معتبراً ذلك “أكبر من مجرد فقدان ثقة”، وقال: “القضية الكردية هي قضية اللغة الأم والاعتراف بها. منع الأمهات من الحديث بلغتهن أمام البرلمان يكشف طبيعة السياسة التركية ويؤكد أن الديمقراطية غائبة”.
وفي ختام حديثه، أكد قره سو أن القائد أوجلان هو المفاوض الرئيسي والفاعل الأساسي في هذه العملية، وأن أي محاولة لتهميشه أو التعامل معه بأسلوب المماطلة “ستؤدي إلى تعثر المسار”. وأضاف: “القائد أوجلان يطرح بوضوح نهج السلام والمجتمع الديمقراطي والاندماج، وعلى الدولة أن تتعامل معه بجدية إذا كانت صادقة في نواياها”.
فضاءات الفكر
منبر الرأي
بين السطور