وجّه زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، رسالة من سجنه في جزيرة إيمرالي دعا فيها الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات قانونية تتيح الإفراج عن آلاف السجناء المرتبطين بالحزب، في إطار ما وصفه بـ«عملية السلام الداخلي ونزع السلاح الكامل».
يقضي الزعيم أوجلان، حكماً بالسجن المؤبد منذ أكثر من 26 عاماً، شدّد في رسالته التي نقلها محاموه من شركة «أسرين» – على ضرورة التزام أنقرة بمبدأ «الحق في الأمل» الذي أقرّته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2014، والذي يسمح للمحكومين بالمؤبد بإعادة النظر في أحكامهم بعد مرور 25 عاماً.
وقال أوجلان إن هذا المبدأ «ليس مطلباً شخصياً بل حقٌّ إنساني يمسّ آلاف المعتقلين، ويجب تطبيقه كضرورة للعدالة والسياسة على حدٍّ سواء».
أوضح بيان شركة «أسرين» أن لجنة وزراء مجلس أوروبا دعت تركيا الشهر الماضي إلى تعديل قوانينها بما يتوافق مع قرارات المحكمة الأوروبية، مشيراً إلى أن الوضع القانوني لأوجلان «بات قضية مركزية في النقاش الأوروبي حول حقوق السجناء».
ووفق البيان، فإن أوجلان يعتبر تطبيق هذا المبدأ مدخلاً أساسياً لتحقيق «السلام والمجتمع الديمقراطي» الذي دعا إليه في فبراير الماضي عندما حثّ حزبه على إنهاء الكفاح المسلح.
رداً على رسالة أوجلان، نظّم حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للكرد مسيرة حاشدة في مدينة ديار بكر للمطالبة بإطلاق سراحه، مؤكدين أنه «الفاعل الرئيسي في عملية السلام».
ودعا الحزب في بيانه على منصة «إكس» المنظمات الشبابية إلى الانضمام للحراك، مشيراً إلى أن «حرية أوجلان هي الطريق إلى تركيا ديمقراطية خالية من العنف».
في الأثناء، يستمر الجدل داخل البرلمان التركي بشأن اقتراح زيارة وفد من «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» لأوجلان في محبسه، للاستماع إلى آرائه ضمن النقاشات حول تسوية القضية الكردية. وأكد رئيس البرلمان نعمان كورتولموش أن الملف ما زال قيد الدراسة، مشيراً إلى أن اللجنة البرلمانية «لا تملك صلاحيات تشريعية لكنها معنية بتقديم توصيات لدعم المسار السلمي».
تطرّق كورتولموش كذلك إلى مسألة التعليم باللغة الكردية، قائلاً إن استخدام اللغة الأم «حقّ أصيل لكل فرد»، لكنه أوضح أن أي قرار بهذا الشأن سيُتخذ ضمن آليات اللجنة البرلمانية وبالتوافق الوطني.
ويأتي هذا النقاش في ظلّ تصاعد الجدل المجتمعي حول حقوق الأكراد وتكريس مبدأ «التكامل الديمقراطي» الذي دعا إليه أوجلان في رسالته الأخيرة.
