خلال أمسية ثقافية نظمها مركز آتون للدراسات تحت عنوان “تأثير الدراما التليفزيونية على صورة المرأة العربية بين الواقع والمأمول”، أكدت الدكتورة سوزان القليني، عميد كلية الآداب السابقة بجامعة عين شمس ورئيس لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، أن الدراما تُعد من أقوى أشكال الإعلام تأثيراً، كونها تخاطب العاطفة وتخلق حالة اندماج نفسي ومعنوي بين المشاهد والنص الدرامي، ما يجعل تأثيرها أعمق من الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت القليني إلى أن هذا التأثير ينعكس على المجتمع في صورة سلوكيات تُكتسب في اللاوعي، معتبرة أن الدراما قوة ناعمة يجب توظيفها بشكل إيجابي لمعالجة قضايا المجتمع. وانتقدت الصورة النمطية التي تُصدرها الأعمال الفنية عن المرأة العربية، محصورة في ثلاث صور: الضحية، المضحية، أو الفاسدة، مؤكدة أن هذه الصور تجافي الواقع وتمثل انعكاساً لمصالح المنتجين الباحثين عن الربح.
وشددت على ضرورة إظهار النماذج الإيجابية للمرأة في المجتمع، مستشهدة بأعمال درامية وفنية أحدثت تغييراً تشريعياً مثل فيلم “أريد حلاً” ومسلسل “تحت الوصاية”. كما لفتت إلى أهمية أن تكون هناك تشريعات تنظم ما يُطرح في الدراما وتمنع الإساءة للمرأة، محذرة من أن الألفاظ والإهانات المتكررة بحقها في بعض الأعمال تُرسخ سلوكيات سلبية لدى الأجيال.
وكشفت القليني عن دور المجلس القومي للمرأة في رصد صورة المرأة بالدراما والإعلام منذ 2006، والذي تُوج بإصدار “كود إعلامي” عام 2018 لمعالجة قضايا المرأة، داعية إلى قانون يُلزم بتنفيذه. واختتمت بالتأكيد على أن تصحيح صورة المرأة في الدراما مسؤولية جماعية تبدأ من المنتجين والمبدعين وصولاً إلى المجتمع نفسه.
منوعات
أصداء المرأة
أصداء المرأة