بث تجريبي

محلل سياسي؛ رغم إنهاء الكفاح المسلح لا تزال تركيا تماطل في خطوات السلام مع الكرد

بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، جاء النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان بوقف الكفاح المسلح ليشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ المنطقة. هذه الخطوة، التي طال انتظارها، فتحت الباب أمام فرصة نادرة لبناء سلام دائم، شريطة أن تستجيب أنقرة بخطوات سياسية وقانونية وثقافية جريئة تعيد الثقة، وتنهي سياسات الإقصاء، وتؤسس لشراكة وطنية حقيقية تضمن للكرد حقوقهم المشروعة وتعيد الاستقرار إلى تركيا ومحيطها الإقليمي.

في هذا السياق قال المحلل السياسي فراس النجماوي في حديثه ل”روج نيوز”،  إن نداء السيد عبدالله أوجلان وتحول حزب العمال الكردستاني عن الخيار العسكري يمثل “فرصة تاريخية” لتركيا والمنطقة، مؤكدًا أن الحكومة التركية مطالبة بخطوات عملية لضمان تحول هذا التطور إلى حل سياسي دائم.

وأشار النجماوي إلى “ضرورة “تبني برنامج واضح لبناء الثقة”، يشمل تعليق العمليات العسكرية ، وإطلاق سراح السجناء السياسيين أو إعادة النظر في ملفاتهم، وإشراك مراقبين محليين ودوليين لضمان الشفافية”.

وأكد أن “الحل السياسي المؤسسي يتطلب إصلاحات دستورية وقانونية” تضمن الاعتراف بالحقوق الثقافية واللغوية والسياسية للكرد، والسماح بالتعليم والإعلام باللغة الكردية، وفتح المجال أمام تمثيل سياسي فاعل على مستوى البرلمان والحكم المحلي”.

ولفت إلى أن “الإصلاح القضائي ضرورة ملحة، داعيًا إلى مراجعة المحاكمات السياسية، وتعويض المتضررين من سياسات القمع، وإنشاء لجنة وطنية للمصالحة تضم ممثلين عن المجتمع المدني والضحايا والأحزاب السياسية، بهدف معالجة الجراح وبناء الثقة”.

وأضاف أن المرحلة الجديدة “تستدعي خطة تنموية عاجلة للمناطق الكردية” تشمل البنية التحتية، وفرص العمل، وبرامج إعادة تأهيل المنضمين سابقًا للعمل المسلح، إلى جانب “إصلاح مؤسسات الأمن والاستخبارات” وجعلها خاضعة للمساءلة البرلمانية”.

كما شدد النجماوي على أهمية “إعادة تقييم الوجود العسكري التركي في العراق”، والتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بشأن أمن الحدود، بعد انتفاء مبررات العمليات العسكرية مع توقف العمل المسلح”.

وختم بالقول إن استغلال هذه اللحظة التاريخية بشجاعة سياسية وحنكة إدارية سيحوّلها إلى مكسب حقيقي.

في ظل هذا المشهد المتشابك، يبقى السؤال الأبرز: هل ستفي تركيا بالتزاماتها تجاه نداء القائد عبدالله أوجلان التاريخي لإنهاء الصراع المسلح، أم أن المماطلة ستُعيد إحياء دائرة العنف من جديد؟ التحدي الحقيقي يكمن في الخطوات العملية والجادة التي تنتظرها أنقرة اليوم، لكي تتحول الكلمات إلى واقع ملموس، ويُكتب فصل جديد من السلام والاستقرار في تاريخ المنطقة أما تجاهلها فقد يعيد البلاد إلى مربع الخطر”.

قد يهمك