بث تجريبي

مصطفى قره سو: ما لم تتحاور اللجنة البرلمانية مع أوجلان فلن يكون لها أي دور فعّال

قال مصطفى قره سو، عضو مجلس قيادة منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، إن تشكيل لجنة في البرلمان التركي بشأن عملية السلام خطوة مهمة، لكن أولى مهام هذه اللجنة يجب أن تكون إجراء محادثة مع عبد الله أوجلان. وأضاف: "ما لم يتم الحوار والاتصال مع القائد آبو، فإن هذه اللجنة لن تكون ذات فاعلية كبيرة"..

جاء ذلك خلال مشاركة قره سو في برنامج على قناة “ميديا خبر” التلفزيونية، حيث تحدث عن مجريات الأحداث وقيّم التطورات.

واستهل حديثه بإحياء ذكرى ضحايا مجزرة تنظيم “داعش” بحق الإيزيديين، قائلاً: «نقترب الآن من الذكرى السنوية الثانية عشرة للمجزرة. أستذكر بكل احترام وامتنان أولئك الذين فقدوا حياتهم في هذا الهجوم الإبادي، وكذلك رفاقنا الذين استشهدوا في المقاومة ضد الاحتلال وهجمات داعش. بالفعل، كانت إبادة الإيزيديين واحدة من أبرز المجازر في القرن الحادي والعشرين. أراد داعش القضاء التام على شعبٍ كان قد تعرض من قبل لعمليات إبادة جماعية، وسعى لمحوهم بالكامل من على وجه الأرض، واستهدف سنجار، موطن الإيزيديين، في محاولة لاقتلاعهم منها. وقد أظهر مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG/YPJ) وقوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star) مقاومة تاريخية ضد هذا المخطط. ولو نجا الإيزيديون من الإبادة، فإن ذلك كان بفضل مجموعة صغيرة من الرفاق الذين بادروا، ثم دعم أكبر من قوات YPG وYPJ وHPG وYJA Star، ما أنقذ الإيزيديين من الإبادة الشاملة. لقد عشنا هذه العملية عن قرب، ولا تزال صورها ماثلة أمامنا».

وأوضح أن قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني انسحبت حينها، بينما كان مقاتلو الكريلا يصرون على التوجه إلى سنجار للدفاع عنها، حتى أن بعضهم استقلوا المركبات بشكل فردي للوصول إلى هناك. وقال: «لقد كان ذلك مشهداً تاريخياً لا يجب أن ينساه أحد، لا الإيزيديون ولا شعوب الشرق الأوسط ولا حتى الإنسانية جمعاء، لأن الإيزيديين عبر التاريخ تعرضوا دائماً للاضطهاد وكان عليهم الدفاع عن وجودهم، وقدموا تضحيات جسيمة للاستمرار في الحياة».

وأشار قره سو إلى أن هذه اللحظة كانت نقطة تحول في تاريخ الإيزيديين، إذ استطاعوا بعد طرد داعش تأسيس إدارتهم الذاتية وتنظيم أنفسهم، وهو ما يراه إنجازاً بالغ الأهمية، داعياً الإيزيديين للحفاظ على تجربتهم في الدفاع الذاتي والإدارة الذاتية.

وفي سياق حديثه عن «الفرمان» (الإبادة) التي تعرض لها الإيزيديون، قال إن ما يُعرف بـ«الفرمان الـ74» كان امتداداً لفرمانات سابقة، مشيراً إلى أن القائد أوجلان كان قد حذّر مسبقاً من احتمال وقوع مجزرة بحق الإيزيديين ودعا لاتخاذ إجراءات لحمايتهم، وهو ما اعتبره دليلاً على قرب أوجلان من هذه القضية ودور حركتهم في تحمل المسؤولية التاريخية.

اللجنة البرلمانية ومهامها
وفيما يخص تشكيل لجنة برلمانية لمناقشة القضية الكردية، شدد قره سو على أن اللجنة يجب أن تبدأ عملها باللقاء مع أوجلان، لأنه الطرف الرئيسي المعني بحل هذه القضية. وانتقد تحديد مدة عمل اللجنة بشهرين أو ثلاثة، متسائلاً عن جدوى ذلك إذا لم تُناقش الأسباب الجذرية للمشكلة الكردية ومسألة الديمقراطية في تركيا، مؤكداً أن حصر مهمتها في مناقشة مسألة «تسليم السلاح» لن يجدي نفعاً، بل سيكون بمثابة إفراغ للعملية من مضمونها.

وأضاف أن الجميع يعلق آمالاً على هذه اللجنة، لكن النجاح يتطلب أن يكون هدفها شاملاً لحل القضية الكردية على أساس الديمقراطية، وإلا فلن يكون هناك تقدم حقيقي.

الديمقراطية في تركيا وحل القضية الكردية
وأكد قره سوه  أن حل القضية الكردية هو مفتاح الديمقراطية في تركيا، وأن غياب الحل لهذه القضية يقف وراء معظم أزمات البلاد، بما فيها الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما دعا القوى الديمقراطية في تركيا إلى الانخراط الفعّال في العملية وعدم الاكتفاء بالمراقبة، مشدداً على أن أي مكسب في هذا المسار سيكون لصالح جميع شعوب تركيا.

وانتقد قره سو بعض مواقف المعارضة التركية، معتبراً أن استمرار النهج المعادي للكرد يتناقض مع أي حديث عن الديمقراطية، وأن إنهاء السياسات المعادية للكرد في الداخل والخارج ضروري من أجل مصلحة تركيا نفسها، بما في ذلك علاقاتها مع كرد سوريا (روجافا).
واختتم قره سو بالتأكيد على أن ضمان أمن تركيا يمر عبر حل القضية الكردية، وأن أي إنكار لحقوق الكرد أو استهدافهم سيجلب المخاطر للبلاد، داعياً إلى رؤية سياسية جديدة تقوم على الاعتراف بالشراكة بين الكرد والأتراك في الداخل، ودعم حقوق الكرد في سوريا بدلاً من تهديدهم.

قد يهمك