بث تجريبي

ازدواجية معايير النظام التركي إلى متى؟

بعد دعوة القائد عبد الله أوجلان للسلام من إمرالي، والعمل معاً لبناء المجتمع الديمقراطي تحت قبة البرلمان، ووقف حزب العمال الكردستاني الكفاح المسلح، وبعد تصريح أردوغان بأن تركيا ستشهد عهداً جديداً، تأمل السوريون خيراً؛ لأن أردوغان كان يتهم “قسد” بأنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، واليوم بات على النظام التركي أن يعيد النظر في موقفه من “قسد”؛ لأنها لم تعتدِ يوماً على تركيا، فهي منذ البداية قوات سورية وتتبنى فكرة الأمة الديمقراطية التي تدعو إلى التآخي والعيش المشترك بين الشعوب،

وتحظى بالتأييد من قبل كافة القوى الوطنية السورية، وهي طرف في التحالف الدولي ضد داعش، وأثبتت جدارتها في حربها ضد هذا التنظيم الإرهابي في أكثر من مكان على الأرض السورية، ومع ذلك تتهمها تركيا بأنها تشكل خطراً على الأمن القومي التركي بدليل تصريح وزير الدفاع التركي هاكان فيدان: “إذا قام النظام السوري بالهجوم على “قسد” سوف يقوم الجيش التركي بالتدخل بشكلٍ مباشر في هذا الهجوم إلى جانب النظام” طبعاً مثل هكذا تصريحات تثير الاستغراب لأن قوات سوريا الديمقراطية لم تشكل يوماً خطراً على تركيا ولم تخرج من الأراضي السورية أو تشن هجمات على الأراضي التركية..!

بالمقابل ما يحدث في سوريا هو شأن سوري ولا علاقة لتركيا بذلك لأن هناك علاقات ومباحثات تجري بين النظام و”قسد” بين فترة وأخرى ويحاول الطرفان من خلال الحوار الأخوي للوصول إلى تفاهماتٍ، وهي تصرح مرارًا وتكرارًا بأن شمال وشرق سوريا جزء لا يتجزأ من سوريا وجل ما تصبو الإدارة الذاتية الديمقراطية نظام لا مركزي ديمقراطي تعددي تحظى الشعوب كافة فيه بحقوقها المشروعة.

 إن أسلوب ازدواجية المعايير الذي يتبعه النظام التركي بالانفتاح على العمال الكردستاني والعداء وخلط الأوراق والتدخل التركي السافر في الشأن السوري، هو الذي يعرقل بناء سوريا الجديدة ويعتبر حجر عثرة في طريقها، ولسان حال السوريين: “ما صدقنا خلصنا من النظام البائد حتى علقنا مع النظام التركي”، ولكن على تركيا أن تدرك بأن كل شعوب سوريا مصرّة على التآخي والعيش المشترك وعلى تركيا أن تكف بلاها عنا وسنكون بألف خير، ولن تسمح بسيناريو الساحل والسويداء أن ينتقل إلى شمال وشرق سوريا، من هنا الأجدر بالحكومة الانتقالية في دمشق عدم الرضوخ للإملاءات التركية، وحل الخلافات الداخلية بالحوار لا بالمجازر وسفك الدماء، ولأن سوريا هي لكل السوريين، ولن يسمح السوريون بعودة سوريا إلى المربع الأول مهما كلف الثمن، وسوف نُصر على وحدة وسيادة الأرض السورية دومًا، ونجعل من تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية نموذجاً يحتذى به على كامل التراب السوري لأنها ملاذنا الوحيد لنبذ التطرف العرقي والمذهبي والديني، ونأمل ألا تُخيّب الحكومة الانتقالية أملنا لأننا عانينا كسوريين الكثير من الويلات.

... نقلا عن صحيفة روناهي

قد يهمك