تستقبل العاصمة السودانية، بمناطقها الثلاث: الخرطوم، بحري، وأم درمان، أعدادًا متزايدة من العائدين يوميًا، في ظل حالة من "الفراغ الكبير" التي تعيشها المدينة نتيجة الدمار الواسع الذي ألحق أضرارًا جسيمة بمؤسسات الدولة والبنية التحتية.
تحديدًا تشهد انتعاشًا ملحوظًا، إذ عادت الحركة التجارية تدريجيًا إلى الأسواق، كما بدأت الأماكن الترفيهية وشوارع رئيسية كشارع النيل في استعادة زخمها، مضيفًا أن العودة ليست حكرًا على السكان المحليين، بل شملت أيضًا آلاف السودانيين العائدين من دول الجوار، وعلى رأسها مصر، حيث تصل يوميًا حافلات تقل نازحين إلى أم درمان.
وتابع رغم هذا الحراك، لا تزال الخرطوم العاصمة تعاني دمارًا كبيرًا، حيث دُمرت العديد من المؤسسات الحيوية بشكل كامل، فيما تواصل الحكومة المحلية عمليات ترميم وإعادة إعمار ما يمكن إنقاذه، مشيرًا إلى أن مؤسسات تعليمية مثل جامعة الخرطوم أعلنت استئناف الدراسة خلال الأسبوع المقبل، فيما تبدأ جامعة النيلين العمل تدريجيًا في الأيام المقبلة.
ورداً على سؤال حول الوضع الاقتصادي، أن الاقتصاد السوداني يعاني بشدة، في ظل ما خلّفته الحرب من دمار طال منشآت خاصة ومنازل ومصانع، إلى جانب استهداف مباشر من قبل قوات الدعم السريع للعديد من المراكز الاقتصادية.
ولفت إلى أن العديد من رجال الأعمال فقدوا استثماراتهم بالكامل، ما يضيف أعباءً إضافية على كاهل الدولة في محاولاتها لإعادة الإعمار، كما أن القطاعات الحكومية والبنية التحتية بحاجة إلى وقت طويل للتأهيل، ما يعيق تقديم الخدمات الحيوية للنازحين العائدين.